إعلان الحرب على الانتخابات


  
* مجدى أحمد حسين

مجدى احمد حسين

تشن الآن حملة منسقة من جهات عدة تستهدف تأجيل الانتخابات التشريعية التى نص عليها الاستفتاء الذى جرى بموافقة الجميع وبنزاهة اعترف بها الجميع .

 الآن تريد قلة أن تلغى هذا الاستفتاء لأنها ترى أن حظوظها فى الانتخابات محدودة !

 وكما ذكرت بالأمس فان البلاد عانت من تأخر الديموقراطية بسبب خشية الحكام والنخبة المتغربة من الإسلام والحركة الاسلامية .

 فانضم جزء من هذه النخبة للحكام صراحة بل وصل الأمرالى حد أن عمل جزء مقدر منها تحت امرة فاروق حسنى وزير الثقافة الشهيرأو فى الاعلام الحكومى .

 بل تحالفت أحزاب بأسرها مع نظام مبارك تحت شعار ان نار مبارك أفضل من جنة الاسلام!

وحتى بعض الشرائح الثورية من النخبة التى عارضت مبارك  حاولت أن تفعل ذلك بمنأى عن التحالف مع الاسلاميين ، ولم يوافق من النخبة العلمانية على فكرة التحالف مع الاسلاميين ضد طغيان مبارك الا نفر قليل وأحسب أن هؤلاء وحدهم هم الأمناء .على فكرة الديموقراطية .

 فقد تعلمنا ونحن فى مقتبل حياتنا السياسية الديموقراطية من فكر جون ستيوارت ميل وروسو وفولتير. وكنا نردد اقوالهم وكأنها من الحكم الخالدة وأذكر على سبيل المثال كلمة فولتير الشهيرة ( اننى اختلف معك ولكننى على استعداد أن أضحى بحياتى من أجل الدفاع عن  حريتك).

 أما الآن فان مدعى الليبرالية يقولون بفكرة ان الانتخابات غير مناسبة لأحوال البلاد حاليا. وهى الفكرة التقليدية لكل طغاة العالم.

فلم يقل طاغية قط انه ضد الحرية ولكنه يقول دائما انها غير مناسبة لهذا الشعب أو فى هذا الوقت .

ولهذا السبب كان الغرب والولايات المتحدة دوما ضد الحرية فى البلاد العربية والإسلامية ، فهم يعرفون أن الحرية لن تحمل عملاءهم الى سدة الحكم أو البرلمان .

 لذلك فقد قالوا دوما انهم لايرغبون فى تعميم تجربتهم الديموقراطية ويرغبون فى ترك الشعوب  لتختار أسلوب حياتها السياسية .

رغم انهم لايحترمون حق هذه الشعوب فى اختيارتها الاجتماعية ( كالزى والختان والعلاقات بين الجنسين الخ).حدث هذا فى عهد التدخل الأجنبى خلال حكم اسماعيل ثم خلال الاحتلال الانجليزي بعد ذلك ، وحدث طوال عهد مبارك .

 ويحدث الآن حيث يطالبون بتأجيل الانتخابات حتى تستعد القوى غير الاسلامية خاصة الصديقة لأمريكا ( وهذا قالته السفيرة الامريكية صراحة لمن التقت بهم من السياسيين).

وهذا هو التنظير الأعمق للاستبداد عندما تقول : يجب أن نقدر النتائج التى ستسفر عنها الانتخابات قبل أن نوافق عليها!! 

وهذا ما يعكس خيانة الليبراليين والعلمانيين لخيار الشعب المصري الذي قرر فيه من خلال الاستفتاء علي التعديلات الدستورية باغلبية ساحقة بأن "الانتخابات " وليس "الدستور" هي التي ينبغي ان تكون اولا.


*كاتب وصحفي مصري
magdyahmedhussein@gmail.com
 حزب العمل المصري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق