مجدى حسين : تحرير الارادة المصرية من النفوذ الصهيونى الأمريكى هدف الثورة الأسمى

مجدى أحمد حسين
magdyahmedhussein@gmail.com
مجدى احمد حسين

يبدو أن الثورات الكبرى لا تحقق أهدافها إلا على مرحلتين، يبدو هذا واضحا من استقراء تاريخ الثورات المعاصرة. وهذا ما ينطبق بشكل جلى على ثورتنا المصرية وأيضا على باقى الثورات العربية. فى مصر كانت المرحلة الأولى هى إزاحة العمود الفقرى للنظام السابق، وقد تحقق ذلك بصورة لا تسمح بإعادة بنائه بشكل جديد، فلن تعود عقارب الساعة إلى الوراء. ويجمع الثورات العربية أنها قامت بشكل متزامن وتأثرت ببعضها البعض لتشابه الظروف والملابسات، فالمجتمع العربى كان نموذجا لاستقرار حالة استثنائية من الاستبداد أصبحت منحسرة فى معظم أنحاء العالم ، والاستبداد هو أساس البلاء الذى تتعرض له الأمم لأنه يكون الأب الروحى لانتهاكات حقوق الإنسان وكافة أشكال الحريات السياسية والشخصية، وأيضا الأب الروحى للاستغلال الاجتماعى والاقتصادى واستئثار فئة قليلة بخيرات البلاد وافقار الأغلبية العظمى.


ثم يكون الأب الروحى للتخلف العام عن ركب الحضارة فى مختلف المجالات، وفتح مجالا واسعا للتبعية للقوى الأجنبية لأن الحاكم المستبد لا يكون مشغولا إلا باستمراره فى دست الحكم. وقد عرف التاريخ أنواعا من الحكام المستبدين ربطوا استبدادهم بمشروع للنهضة والتقدم بحيث تنسب هذه النهضة لشخص الحاكم المستبد، وهذا النوع أفضل بالتأكيد من حكام تافهين اقتصر اهتمامهم على مجرد البقاء فى الحكم دون أى فكرة أو مشروع عام. ولكن وقائع التاريخ تثبت أيضا أن هذه المشروعات للنهضة كتب عليها الموت السريع والانهيار الشامل بمجرد وفاة الزعيم لأنه لم يحول مشروعه إلى حالة مؤسسية تضمن بقاءه وأبرز مثالين على ذلك من التاريخ المعاصر تجربتا محمد على وعبد الناصر. ولم يكن من قبيل الصدفة تخلف الوطن العربى عن مسيرة البشرية فى مجال التخلص من الاستبداد وما يرتبط به من ويلات فى شتى المجالات. فقد وقع الوطن العربى بعد تحرره من الاستعمار الأوروبى التقليدى لفترة محدودة فى براثن الهيمنة الأمريكية المتحالفة مع الكيان الصهيونى. وكان سقوط مصر تحت هذه الهيمنة الجديدة عقب حرب أكتوبر، أهم تطور فى هذا المجال، فمصر هى الركن الركين للأمة العربية إذا نهضت نهضت الأمة وإذا كبت كبت الأمة معها. وهذا هو السبب الرئيسى فى التنازل الكبير الذى قدم لمصر فى كامب ديفيد بإعادة سيناء كاملة لها. لإبعاد الرأس عن الجسد ومن ثم إضعاف الطرفين. ثم التهام مصر وتحويلها إلى قاعدة للنفوذ الأمريكى الصهيونى بحيث يكون الانطلاق منها أقصر الطرق وأفضلها لتقويض ما تبقى من معاقل الاستقلال العربى. وهذا ما حدث بالتمام والكمال فى العقود الثلاثة الأخيرة وكان حكم مبارك هو الأداة المنفذة. ولم يفشل النجاح التام لهذا المخطط إلا المقاومة الشعبية خاصة فى لبنان وفلسطين والعراق. ودخلت القوة العظمى الأمريكية مرحلة الهبوط الحضارى التدريجى، وبدأت تفقد سيطرتها تباعا فى مختلف أركان الأرض وظهر هذا جليا فى أمريكا اللاتينية التى اعتبرت تاريخيا الساحة الخلفية لأمريكا وكانت أشبه بالمستعمرة الكبرى، ثم تمكنت معظم دولها فى العقدين الأخيرين من التحرر من هذه الهيمنة وإعادة صياغة علاقاتها مع القوة العظمى بصورة ندية ولم تعد مجرد مزرعة أمريكية ولا مجرد سوق لمنتجاتها. بل أصبحت البرازيل على سبيل المثال هى التى تشترى أصولا وشركات فى الولايات المتحدة! ثم أصبحت الصين هى الشريك الاستثمارى الأول للبرازيل وهبطت الولايات المتحدة للمركز الثانى. أما فى آسيا فحدث ولا حرج فقد أصبحت هى القوة الاقتصادية العظمى الصاعدة وتحدثت كل الدراسات الرصينة عن أن القرن الواحد والعشرين هو القرن الآسيوى وهذا ما تحقق بالفعل على أرض الواقع حيث أصبحت ثلاثة من الدول الأسيوية من أكبر 4 اقتصادات فى العالم. الصين الثانية واليابان الثالثة والهند الرابعة. ومن المتوقع عام 2025 إلى 2030 أن تصبح الصين هى الأولى. ولكن الأمر لم يقتصر على ذلك بل تزامن مع صعود النمور الآسيوية وإيران وتركيا واستعادة روسيا لعافيتها وهى دولة نصف آسيوية. وقد أضفت فى تحليلات سابقة أن القرن الواحد والعشرين سيكون ليس آسيويا فحسب بل إسلاميا أيضا.
وعندما تتراجع القوة العظمى فإنها تحاول إعادة ترتيب أولوياتها، فى محاولة يائسة للاحتفاظ بقوتها العالمية وتفوقها، وأن تركز قوتها العسكرية والاقتصادية فى أكثر الأماكن استراتيجية فى العالم. وكان ذلك فى الوطن العربى ومحيطه (الشرق الأوسط) باعتباره مركز العالم. فكانت القبضة الأمريكية طاغية على الوطن العربى وامتداده إسلاميا حتى باكستان وأفغانستان. وكان هذا المستطيل هو محل التركيز الأكبر للقوة العسكرية والاقتصادية والسياسية الأمريكية وكان هذا هو السبب الأساسى وراء استطالة عمر أسوأ أنظمة فى العالم. فتوقفت التدخلات العسكرية الأمريكية التقليدية فى أمريكا اللاتينية، بل وحرصت الولايات المتحدة على عدم التورط فى أى نزاع عسكرى فى آسيا غير الإسلامية، ونرى كيف تصرفت أمريكا بأقصى درجات ضبط النفس مع كوريا الشمالية مفجرة القنبلة النووية!! ركزت الولايات المتحدة على دعم أسوأ أنظمة فى العالم (الأنظمة العربية) ولكنها لم تكتف بذلك بل اتجهت إلى سياسة التدخل المباشر والاحتلال لكل دول الخليج والعراق وأفغانستان وباكستان واليمن، وشجعت إسرائيل على غزو لبنان وغزة. بينما تحلت بالأدب خلال أزمة جورجيا (مع روسيا). ولكن المقاومة العربية والإسلامية قصمت ظهر هذا العدوان الأمريكى الصهيونى. فأمريكا المتراجعة اقتصاديا أرادت أن تستعيض عن هبوطها الاقتصادى أو تعالجه بمنطق اللصوصية والسيطرة المباشرة على بترول العراق وبإحكام السيطرة على أهم خزان نفطى فى العالم (65% من احتياطيات العالم لدى العرب). وفشلت فى مسعاها وهى تستعد الآن بعد أن فقدت هيبتها العسكرية والسياسية للانسحاب من العراق وأفغانستان. ومن المفترض أن تنسحب من العراق فى مطلع العام القادم أو تتعرض لمقاومة أكثر ضراوة. بل أعلن أوباما سحب 33 ألف جندى أمريكى من أفغانستان خلال عام. ثم جاءت الثورات العربية لتطلق رصاصة الرحمة على النفوذ الصهيونى الأمريكى فى المنطقة. والنظامان اللذان سقطا بالفعل فى مصر وتونس هما من أهم ركائز الهيمنة الأمريكية. وعلى عبد الله صالح الذى سقط بالفعل من أهم عملاء أمريكا فى الآونة الأخيرة. وانفجرت الثورات أساسا فى حزام الهيمنة الأمريكية: ليبيا، اليمن، البحرين، مع تصاعد المد الثورى تدريجيا فى الأردن والمغرب، ولم ينجو أى بلد عربى تابع لأمريكا من رذاذ هذه الثورات، وتجرى محاولات مستميتة لإطفاء مستصغر الشرر الذى ينذر بالحريق الشامل. وليبيا كانت قد سقطت فى براثن التبعية الكاملة للنفوذ الصهيونى الأمريكى، وما يقوم به الناتو ما هو إلا محاولة لتواجد النفوذ فى إطار النظام الجديد القادم من كل بد. وما جرى فى ليبيا وما يزال يجرى هو ثورة حقيقية لا يجب أن يشوش على ذلك تدخلات الناتو الجوية, والسبب الرئيسى وراء ذلك هو خيانة النظام الرسمى العربى لثورة الشعب الليبى، والمرحلة الثانية للثورة فى ليبيا بعد سقوط القذافى ستشهد حالة من الفرز بين الثوار الحقيقيين واختراقات الغرب. سوريا هى الاستثناء الوحيد فى هذا المشهد حيث توجد ثورة حقيقية فى بلد غير تابع للولايات المتحدة، ولكن استفحال الأوضاع فى سوريا لا يرجع للتدخلات الأجنبية كما يقول النظام السورى رغم أنها حقيقية وموجودة، ولكن يرجع السبب الأساسى لتدهور الأوضاع إلى تيبس النظام السورى وعدم شجاعته فى الإقبال على الإصلاحات السياسية، وعدم إدراكه أن التنازل أمام الشعب مكرمة ومفخرة وليس ضعفا. وقد دعوت النظام السورى منذ وقت مبكر إلى إلغاء المادة الثامنة من الدستور التى تجعل العمل السياسى حكرا على حزب البعث وإصدار قانون ديمقراطى للأحزاب السياسية، وها هو الرئيس بشار يعلن مؤخرا عن الاستعداد للتفكير فى تعديل هذه المادة وقانون أحزاب جديد يناقش فى دوائر الحكم منذ 5 سنوات!! فهل فات أوان هذه الوعود التى ما تزال وعودا حتى الآن، بعد كل هذا الكم من الشهداء الذى سقط؟
ما يهمنا الآن توضيحه أن الصورة العامة للوطن العربى أن الشعوب العربية عرفت طريق التحرر من الطغيان وأنها لن تتراجع إلى الخلف مهما قدمت من تضحيات وأن عصر الاستبداد يعيش أيامه الأخيرة، وقد يتأخر التغيير فى هذا البلد أو ذاك ولكنه أصبح مرئيا فى المدى المنظور. وستتوقف معدلات التغيير على مدى ثبات ونجاح الثورة المصرية، ومن هنا يأتى التآمر الأمريكى أولا على الثورة المصرية. المرحلة الأولى للثورة نجحت فى تونس ومصر واليمن، وتجرى محاولة يائسة لإعادة ترميم نظم التبعية فى هذه البلدان والحيلولة دون انتشار الحريق فى غيرها. ونقصد بالنجاح الإطاحة برأس النظام وليس هذا بالشىء القليل فى النظم الاستبدادية، حيث يكون الرئيس هو النظام والنظام هو الرئيس. ولكن الثورة لن تحقق أهدافها إلا بمواصلة الطريق فى المرحلة الثانية وهى تتضمن تقويض ما تبقى من أسس النظام، وإعادة بناء البلاد على أساس مستقل حقا عن التبعية التى تحولت إلى مؤسسة حاكمة لم يكن الرئيس المخلوع إلا أداتها المنفذة.
ورغم أننى كنت ولا زلت من أكثر المبشرين بتراجع وسقوط القوة العظمى الأمريكية ولكننى لست غافلا عن مكامن قوتها، وأنها ما تزال تملك أوراق لا بأس بها لإحداث الأذى بأمتنا ومحاولة إعاقة الثورات. فأمريكا لن تتأمل بهدوء نهايتها فى أهم منطقة فى العالم، وأيضا آخر منطقة تهيمن عليها فى العالم. وستركز ما تبقى لديها من قوة لمنع هذا الانهيار المخيف الذى بدأ بالمقاومة وانتهى بهذه الثورات العظمى. ولكن من المهم أن نلحظ أن أهم ما تبقى لدى أمريكا من أوراق يتمثل أساسا فى الأنظمة العربية العميلة وما تبقى منها فى دول الثورات الثلاث: مصر واليمن وتونس.
ولنعد للتركيز على مصر التى ستحسم الأوضاع فيها الحالة العامة فى المنطقة فى الزمنين القريب والبعيد. أن الثورة على حكم مبارك لم تكن لسبب واحد معزول (كالإصلاح السياسى مثلا) بل احتجاجا شاملا على حالة التردى العام. والعنصر الحاسم والحاكم فى تفسير هذا الفشل العام يعود إلى التبعية للحلف الصهيونى الأمريكى، الذى استهدف إضعاف مصر وتحويلها إلى مجرد قاعدة لحماية مصالحه حتى على حساب مصر (كما قال أبو الغيط لسفير مصرى علينا أن نرفض أى اقتراح لقطر حتى وإن كان فى مصلحة مصر!). ورغم أن قطر تقوم بدور مرسوم لها ولكنه كان دور "الزعيم" الذى يصلح السودان وتشاد، ويصلح حكومة الخرطوم مع متمردى دارفور، ويحل مشكلة لبنان، ويقوم بدور الصدر الحنون مع المقاومة الفلسطينية ومع الثورة الليبية إلخ, ولكن الدور المرسوم لمصر فى واشنطن كان دور ممسحة البلاط: حصار غزة (لاحظ إشادة الصهاينة بدور مصر فى حصار غزة أثناء العدوان عليها كما ورد فى وثائق ويكيلكس)، والتهجم على المقاومة اللبنانية، وتصعيد العداء معها. ونزح ثروات مصر لإسرائيل على حساب الشعب المصرى. وتدمير صحة المصريين لحساب التطبيع الزراعى مع إسرائيل. ومساندة حركة الانفصال السودانية. وتشجيع ليبيا على السير فى طريق العمالة، والضغط على سوريا للانبطاح أمام الضغوط الأمريكية والمساهمة النشيطة فى حصار إيران لصالح أمريكا. ولعب دور الخادم فى حرب أمريكا المزعومة ضد الإرهاب، وتجاوز الأمر التعاون الاستخبارى المحرم شرعا، إلى المساهمة المشينة فى حبس وتعذيب الإسلاميين لصالح السيد الأمريكى. ورغم كل هذه الأدوار النشيطة كممسحة بلاط ومرمطون إلا أن أمريكا لم ترحم مصر وحظرت عليها الأخذ بأسباب التقدم والتنمية الاقتصادية المستقلة، وصل الأمر إلى حظر زراعة القمح بصورة تسمح بالاكتفاء الذاتى (تصريح مبارك للرئيسين السودانى والليبى فى أوائل التسعينيات)، وتدمير زراعة القطن، وفرض تبعية صناعة النسيج المصرية العريقة لإسرائيل (الكويز)، ومنع مصر من ولوج عالم الصناعة النووية والصواريخ والأقمار الصناعية والالكترونيات والتصنيع الحربى ومجالات التكنولوجيا الفائقة عموما. وتدمير القلاع الصناعية المصرية بالبيع البخس للقطاع العام بأوامر مباشرة من صندوق النقد الدولى. بل اشترطت جنرال موتورز مثلا إغلاق مصنع النصر للسيارات حتى تقوم هى بصناعة تجميعية. ورغم شيوع الفقر والبطالة إلا أن منظمات الإفك الاقتصادية الدولية ظلت تؤكد حسن سير الاقتصاد المصرى إلى الأمام!! وجعلت أمريكا تسليح مصر معتمدا عليها حتى تضمن التفوق الدائم لإسرائيل. ولم ترد لمصر القيام بأى دور عربى إلا محاصرة غزة، الذى أصبح هو الفاعلية الوحيدة لمصر فى مجال السياسة الخارجية! وعجزت مصر فى ظل كل هذه الأوضاع عن تجميع الدول العربية على أى هدف عربى مشرف، بل لعبت دور الغواية لسوق العرب إلى الحظيرة الأمريكية كما كان يفتخر مبارك دائما. باختصار فقد كان خراب مصر يرجع بالأساس لهذا الاستسلام للإرادة الأمريكية التى عملت دوما لصالح إسرائيل، ولا هدف لإسرائيل ولا أمان لها إلا فى جار مصرى راكع وضعيف بل وأيضا متعاون ذليل مع أى مطامع أو طلبات إسرائيلية. ولا يوجد أى أفق لنهضة مصر إلا بانتشالها من هذا المستنقع. والمرحلة الثانية للثورة لن تكون إلا بتصفية النفوذ الأمريكى الصهيونى فى مصر، فمبارك لم يكن له أى مشروعات خاصة صحيحة أو خاطئة ولكنه كان خادما أمينا لهذا النفوذ. وعمالته للموساد والمخابرات الأمريكية التى أصبحت حقيقة مؤكدة ترددها التقارير الأمريكية والإسرائيلية هى التى تفسر حالة مصر المتردية بدون أى مبرر من تاريخ أو عقل أو منطق. ومصر الناهضة الحرة الأبية لن تكون إلا مصر المستقلة عن الحلف الصهيونى الأمريكى فهو العدو الحقيقى لمصر وهو المسئول الحقيقى عما أصابنا، ولم يكن حكم مبارك إلا القفاز الذى يستخدمه هذا العدو لتركيع مصر ووضعها فى المراتب الأخيرة بين الأمم.
نحن لن نقبل بضخ الغاز لإسرائيل بعد الثورة، ولن نقبل بقروض من صندوق النقد الدولى أو غيره، ولن نقبل الإملاءات الأمريكية فى مجال الاقتصاد ولا السياسة الخارجية ولا تدخلهم فى مسائل الوحدة الوطنية، ولا أساليبنا فى إقامة تجربتنا الديمقراطية الخاصة، ولا نقبل تمويل منظمات باسم التدريب على الديمقراطية، وإن أرادت أمريكا أن تدرب أبناءها على الديمقراطية فنحن على استعداد لذلك بدون مقابل! ولن نقبل استمرار مناورات النجم الساطع، ولن نقبل معونات مشروطة (لا توجد أصلا معونات غير مشروطة إلا فى عرف السذج والبلهاء أو العملاء) ولن نقبل تدخلا فى علاقتنا بالشعب الفلسطينى خاصة فى غزة، ولن نقبل تدخلا فى الدعم الذى ينفق على الطاقة أو الخدمات، شئوننا المحلية من شأننا الخاص ولتتفرغ أمريكا لأزماتها الداخلية. نحن سنقرر ماذا نزرع وماذا نصنع وماذا نأكل وماذا نلبس؟ ونحن نعرف كيف نتزوج ونطلق بدون تدخل المنظمات الأمريكية. ونعرف هل نقيم علاقات مع إيران أم لا ولماذا. أقول ذلك بمناسبة بيان للسفيرة الأمريكية الجديدة الذى أوضحت فيه برنامج عملها فى مصر الذى يشمل التدخل فى كل شىء وكأن ثورة لم تقم فى مصر.
وبإمكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يتخلص من كل الإحراجات بتسليم السلطة للمدنيين فى المواعيد المقررة ونهايتها 31 ديسمبر 2011، ويترك ممثلى الشعب المصرى المنتخبين يتعاملون مع الصهاينة والأمريكان على أساس روح الثورة الجديدة التى لا تقبل تدخلا فى شئوننا الداخلية، ومن الأفضل أن يتم ذلك عبر الانتخابات بدلا من أن يتم ذلك عبر الموجة الثانية للثورة المصرية.

*****
المقالات الكاملة لمجدى حسين:
http://www.el-3amal.com/news/cate.php?t=1&i=32

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق