مجدى حسين يكتب من الخرطوم الانتعاش الاقتصادى السودانى.. هل يهدده انفصال الجنوب؟ التحالف الإسرائيلى مع الحركة الشعبية يظهر إلى العلن


magdyahmedhussein@gmail.com
لن يعرف ما الذى جرى فى السودان عام 2011 إلا الذى زارها لأول مرة منذ 26 عاما مثلى. فالخرطوم تغيرت كثيرا وهى مرآة السودان كأى عاصمة، حقا لقد زرت السودان قبل ذلك عدة مرات آخرها عام 2006، ولكن هذه المرة حرصت على المقارنة الزمنية. ان سنوات حكم الإنقاذ بادية للعيان، ومهما كانت الملاحظات حول أدائه، فلا شك كما قال لى الطبيب السودانى الجالس بجوارى فى الطائرة المتجهة إلى الخرطوم: أن هؤلاء الذين يحكمون السودان الآن هم أفضل من حكم السودان منذ الاستقلال. جاءت زيارتى فى وقت يبدو حزينا، فقد أعلن رسميا عن استقلال جنوب السودان كدولة، ولكن السودان لم يكن فى مأتم رغم قتامة اللحظة. بل شعر كثيرون بالفرح للخلاص من مشكلات الجنوب التى أقضت مضجع الشمال على مدار أكثر من نصف قرن. ولكن الأمر لا يستدعى الفرح ولا الحزن من وجهة نظرى فمشكلة الصراع بين الشمال والجنوب تلونت وأخذت شكلا سياسيا جديدا فحسب! والأمر يستدعى إعمال الفكر والتدبر لمعالجة المشكلات القادمة من كل بد. ورغم هذا الحدث الكبير فى حياة وتاريخ السودان (انفصال الجنوب) فإنه لم يغط على مشهد الخرطوم الذى يوحى بالثقة والتفاؤل. فى عام 1985 وجدت الخرطوم قرية ريفية بالمعنى الحرفى للكلمة، الطرق ترابية فى معظمها، وسائل المواصلات بائسة والفنادق الكبيرة تعد على أصابع اليد الواحدة معظمها متهاوى، لا توجد أرصفة حول نهر النيل، بل مجرد طرق ترابية، الشوارع معظمها مظلم، والناس تنام عقب المغرب، وتصبح الخرطوم قرية مهجورة هادئة. الوصول إلى جزيرة توتى يحتاج لمعديات، وحول الخرطوم أحزمة من المناطق الفقيرة العشوائية، وعشش منكوبى التصحر والجفاف والمجاعة. وكان المطار يشهد هبوط طائرات ليبية تحمل معونات القمح فى بلد به 200 مليون فدان صالحة للزراعة، ومع ذلك أذكر أننى كنت منبهرا بالإنسان السودانى الطيب المتحضر  وبالنخبة السودانية المثقفة. فى عام 2011 وجدت الخرطوم نظيفة منسقة متسعة ممتلئة بالبنايات الحديثة من كل شاكلة وطراز، بينما تلحظ أن الاعمار متواصلا وأن الكثير من المبانى الخاصة والحكومية يجرى بناؤها أو تجديدها. (لاحظت بوادر ذلك فى زيارة 2006) أن أحدث أنواع السيارات تعج بها الشوارع معظمها يتم تصنيعه فى السودان، كبارى لا تقل عن ستة تربط بين ضفاف الخرطوم، ومنها كوبرى يربط جزيرة توتى بالخرطوم فلم يعد هناك وجود للمعديات. كورنيش للنيل يمتد عدة كيلومترات يعج بالمتنزهات التى لا تصادر النيل عن عامة الشعب. طوابير من السيارات الحديثة على ضفاف النيل مساءا حيث تتجمع العائلات للتنزه وشرب الشاى والقهوة والعشاء فى يوم الجمعة. عدد غير مسبوق من المطاعم المتعددة الأنواع والمستوى على أحدث طراز. الشوارع والمتنزهات تعج بالناس حتى منتصف الليل. مستشفيات جديدة عامة وخاصة. وسائل المواصلات أكثر رقيا وبدأت تعرف الحافلات المكيفة.  جامعات (شهد السودان قرابة سبعين جامعة ومؤسسة تعليمية عليا فى عهد الإنقاذ وكان عددها 5 جامعات قبل الإنقاذ كما قالت لى سعاد عبد الرازق وزيرة الدولة للتعليم) وكان عدد طلاب الثانوية الذين يدخلون الجامعات قبل الإنقاذ 4% ارتفعت نسبتهم الآن إلى 70%. حالة من الرواج والازدهار التجارى والرفاهية الاجتماعية توضح اتساع حجم الطبقة الوسطى وأن أحوال الشعب السودانى أصبحت أكثر يسرا بكثير بالمقارنة مع عام 1985. السودانيون العاملون بالخارج وهم كثر يجدون المناخ ملائما لاستثمار مدخراتهم.. وهكذا. وهناك مؤشرات تلخص أشياء كثيرة، فالجنيه المصرى كان يساوى 12 جنيها سودانيا أما الآن فان الجنيه السودانى يساوى 2 جنيه مصرى ونصف الجنيه!!
ولا شك أن الطفرة الاقتصادية السودانية اعتمدت على البترول، وقد كان استخراج البترول وتصديره ملحمة وطنية كتبنا عنها فى حينها، ولكن الأهم أن السودان استخدم هذه الأموال لإحداث طفرة تنموية، وليس لمجرد الاستهلاك.
ولعل انفصال الجنوب وما أخذه معه من بترول سيحفز السودان بل بدأ يحفزه بالفعل للمزيد من الاهتمام بالزراعة والصناعة والتعدين، واعتقد أن السودان قادر على ذلك لأنه خرج من عنق الزجاجة وخرج من الدائرة المفرغة للفقر. وعرف طريقه إلى التنمية المعتمدة على الذات وبالتعاون مع القوى العالمية التى لا تفرض شروطا سياسية وعلى رأسها الصين. ولكن قبل الاستطراد فى الوضع الاقتصادى السودانى لابد من التوقف عند حدث الساعة وهو انفصال الجنوب. كما قلت فان انفصال الجنوب لا يستدعى الحزن ولا الفرح ولكن يستدعى التفكر والتدبر على مختلف الأصعدة الداخلية والخارجية. لا يستدعى الحزن لأن الجنوب لم يكن يوما جزءا حقيقيا من السودان، إلا فى فترة قصيرة من عهد محمد على. ومنذ مجيىء الاستعمار البريطانى فقد حرص عبر سياسة المناطق المقفلة أن يمنع التمازج بين الشمال والجنوب، وبين مصر والسودان (راجع كتابى مصر والسودان). وعندما استقل السودان وضع الانجليز القنبلة الموقوتة بين الشمال والجنوب بتشجيع بداية التمرد الجنوبى فى عام 1955. وهكذا دخل الشمال والجنوب فى حروب متقطعة، منعت قيام حياة طبيعية بين الجانبين. فلا طرق مواصلات، ولا وسائل إعلام موحدة، ولا تزاور بين مواطنى الطرفين، ولا مشروعات اقتصادية مشتركة. وورث الحلف الصهيونى الأمريكى الدور البريطانى فى تشجيع تمرد الجنوب ومده بكل سبل الحياة المادية والعسكرية والإعلامية والسياسية. وتحولت بريطانيا إلى أسد عجوز مهمته تقديم المشورة لهذا العمل الشرير. وأذكر أننى عندما سألت فى الثمانينيات عن إمكانية وكيفية زيارة الجنوب، قالوا لى لا توجد وسيلة اتصال مع الجنوب إلا من خلال رحلة جوية أسبوعية تقوم بها طائرة عسكرية!! ولم يسمح وقتى للقيام بهذه الرحلة لجوبا. وقالوا لى أن الطرق البرية والنهرية غير آمنة وتستغرق وقتا طويلا، هذا إذا وصلت وعدت حيا! وهكذا إذا سألت مواطن شمالى: هل زرت الجنوب؟ فالإجابة تكون عادة بالنفى. كذلك لاحظت أن معلومات الشماليين عن الجنوب جد قليلة. والتفاعل الإنسانى الأساسى بين الطرفين كان من خلال استيطان وهجرة مليون أو 2 مليون جنوبى للمعيشة فى الخرطوم، هربا من جحيم الفقر أو القتال. ولكن معظم هؤلاء كانوا من المهمشين والذين عملوا فى أعمال يدوية بسيطة وهذا لم يكن أفضل شكل للتفاعل الإنسانى، وإن كان قد برهن أنه لا يوجد عداء عنصرى بين الطرفين. ولم تشهد الخرطوم أى أعمال عدائية بين الشماليين والجنوبيين، فيما عدا الحادث الذى أعقب مقتل جون قرنق فى حادث جوى غامض، لم يكن للشمال يد فيه. باختصار فإن المواطن السودانى فى الشمال لا يعرف عن الجنوب إلا أنه جبهة لاستنزاف الشمال فى الأرواح والأموال. وانفصال الجنوب كان محتما فى ظل تخلى مصر عن دورها الاستراتيجى فى السودان وأفريقيا، وتخلى حكام العرب والمسلمين عن مسألة مساندة السودان، وكانت أعباء السودان أكبر من أن يتحملها للأبد وإن لم يكن بالضرورة بهذا الاتفاق المجحف فى نيفاشا، ولكن الجنوب كان مستقلا كأمر واقع.
ولكن فى المقابل فان انفصال الجنوب رسميا لا يستدعى الفرح، لأن السودان لن يهنأ بالراحة والسكينة، بل ستصبح الدولة الجديدة شوكة إن لم تكن سيفا فى خاصرته. ويكفى أن نشير لهذا التقرير المهم الذى لا يوجد فيه أى مفاجأة ولكننا ننشره للتذكرة والتحذير والاستعداد:
أعلن مكتب رئيس الوزراء "الاسرائيلى" الأربعاء14/7/2011، أن بنيامين نتنياهو عرض فى اتصال هاتفى أجراه مع رئيس جنوب السودان سلفا كير مساعدة "إسرائيلية" لبلده الذى استقل حديثا.
ونقل البيان عن نتنياهو قوله لسلفا كير بعد أربعة أيام على إعلان استقلال جنوب السودان: "إن شعب "إسرائيل" يتمنى النجاح لبلادكم، نعلم إلى أى حد يصعب البدء من لا شىء".
وأضاف حسبما أوردت وكالة الأنباء الـفرنسية "أ ف ب": "لدينا الخبرة وقدمنا مساعدات للكثير من الدول الأفريقية فى مجالات البنى التحتية والتنمية والزارعة"، كما ورد فى البيان الصادر عن مكتب نتانياهو.
واعترفت "إسرائيل" رسميا بدولة جنوب السودان غداة إعلان استقلالها، وكان نتانياهو وصف جنوب السودان الفقير والذى يملك ثروات طبيعية كبيرة على أنه "بلد يبحث عن السلام" وقال: "إن "إسرائيل" سيسرها التعاون معه لتأمين تطوره وازدهاره".
ويشير انفتاح "إسرائيل" على جنوب السودان إلى سعيها لإقامة علاقات دبلوماسية مع جوبا، ولا تقيم إسرائيل علاقات مع الخرطوم التى تتهمها بأنها تستخدم قاعدة لناشطين إسلاميين.
وذكرت وسائل الإعلام "الإسرائيلية" أن عددا من الخبراء "الإسرائيليين" موجودون فى جنوب السودان خصوصا فى مجال الزارعة. وكانت "إسرائيل" دعمت الجيش الشعبى لتحرير السودان.
وكان بعض المحتفلين بانفصال جنوب السودان قد رفعوا العلم الإسرائيلى فى الاحتفالات التى أجريت فى مدينة جوبا، وقد نقلت مصادر صحفية عن صحيفة هآرتس الإسرائيلية فى وقت سابق أن إسرائيل ستكون من أوائل الدول التى ستعترف بالجنوب السودانى دولة مستقلة.
تحضيرات سابقة:
وكان مصدر دبلوماسى عربى رفيع كشف أنه فى يوم الخميس 16 ديسمبر الماضى كانت "تل أبيب" تستعد لاجتماع استثنائى، وتستقبل 4 إلى 5 مسئولين مهمين من مجلس وزراء جنوب السودان، وكان هذا اليوم هو الأخير لرسم التفاصيل النهائية لما بعد الاستفتاء على انفصال الجنوب، والترتيبات المتعلقة بعمليات تسليح الدولة الجديدة رغم محاولات إسرائيل الإيحاء لأطراف إقليمية ودولية بأنها "تساعد فقط الدولة الجديدة فى الجنوب".
وكانت المفاجأة، حسبما ذكرت صحيفة "الخليج" الإماراتية سابقا فى الدور الروسى الذى يعرف جيدا الزعماء والدبلوماسيون العرب حقيقته فى ملف السودان، فحسبما كشف المصدر الدبلوماسى العربى الرفيع المستوى فإنه فى هذا اليوم كان المبعوث الروسى الخاص للسودان ميخائيل مارغيلوف على رأس وفد يستقبل فى سفارة بلاده فى تل أبيب وفدا رفيع المستوى مكونا من وزراء ومسئولين مهمين فى حكومة الجمهورية الجديدة التى ستضاف إلى قائمة الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة بعد إعلان انفصال جنوب السودان.
ويراوح عدد أعضاء الوفد بين أربعة وخمسة أشخاص، إضافة إلى مسئولين إسرائيليين بينهم رئيس موظفى وزارة الدفاع رئيس مكتب السياسة العسكرية عاموس غلعاد، وعدد من قيادات جهاز الاستخبارات "موساد"، ومبعوث "إسرائيل" إلى جنوب السودان.
ووضع اجتماع 16 ديسمبر اللمسات النهائية لما ستكون عليه تفاصيل العلاقات الدولية، والمواقف المحتملة للأطراف بما فى ذلك مصر التى تقلقها أوضاع المنطقة ما بعد يوم 15 يناير وعدم السماح لمصر بتمرير محاولاتها الضغط لتأجيل موعد استفتاء الانفصال.
تسليح:
وتضمن الاجتماع السرى فى تل أبيب، وفق المصدر، الاتفاق على قيام إسرائيل بتمويل صفقة طائرات مروحية هجومية لتسليح جيش الجنوب الجديد فى إطار استكمال منظومة تسليح الجنوب التى شملت من قبل أسلحة وذخائر، وقاذفات مضادة للدبابات، ومنظومة صواريخ ومدافع مضادة للطائرات، ودبابات وسيارات وعتادا عسكريا، على الرغم من تسريبات إسرائيلية ذكرت أن الاجتماع مخصص فقط لترتيب "صفقة طائرات مروحية".
ولم تتوقف الترتيبات الإسرائيلية مع الجمهورية الجديدة فى جنوب السودان عند هذه الحدود، بل جاوزتها إلى ترتيب أوضاع السفارات فى مختلف أنحاء العالم، وستقوم بعض الدول بإهداء الدولة الجديدة مقار لسفاراتها، فيما تتم عمليات تمويل واسعة بوساطة إسرائيلية لشراء مبانٍ وإعدادها لتكون مقار سفارات الجنوب.
وكشف المصدر الدبلوماسى أن الأمر لن يتوقف على انفصال الجنوب وأن رئيس مكتب السياسة العسكرية ورئيس أركان وزارة الحرب "الإسرائيلية" عاموس غلعاد يقودان دورا خطيرا فى السودان، وأن فى إسرائيل، حسب تقديرات رسمية غير معلنة، نحو 15 ألف لاجئ سودانى، لكن الأخطر من ذلك المؤامرة الكبرى فى دارفور.
لقاءات دورية:
ويجتمع رئيس حركة تحرير السودان المعارضة عبد الواحد محمد نور بشكل دورى مع غلعاد، بخلاف جواز سفره الممتلئ بأختام تل أبيب، ومكتب تمثيل حركة تحرير السودان فى تل أبيب. ولأنه يعرف طبيعة دوره فإنه خلال إقامته فى باريس يحظى بتأمين دائم من "موساد"، ويخشى العودة إلى دارفور، أو المشاركة فى أى مفاوضات لأنه يريد أن يبقى "حيا"، ويدير حركته بأربعة هواتف نقالة وهاتف "ثريا"، وجهاز عالى التقنية يشارك عبره فى "اجتماعات مهمة".
وأكد المصدر أن السودان يمثل خيارا استراتيجيا لـ"إسرائيل"، يمكنها من الحصار النهائى لمصر، وتغييبها عن امتدادها الطبيعى والاستراتيجى..
كذلك من المفيد قراءة هذا التقرير الثانى الذى نشر قبل إعلان دولة الجنوب بأيام:
ذكرت تقارير صحافية بريطانية أن "جنوب السودان"، التى تستعد لإعلان "استقلالها" بعد أسبوع، باعت لمستثمرين أجانب نحو 9% من أراضيها التى تعد من بين الأخصب للزراعة فى إفريقيا.
وقالت جمعية مساعدة الشعوب النرويجية، وهى مؤسسة غير ربحية: إن العديد من الصفقات أبرمت بين مؤسسات حكومية وشركات وأفراد وصناديق مع حكومة جنوب السودان لتأجير أراضى تستثمر لاحقا فى مشاريع زراعية، وتوليد الوقود الحيوى أو إقامة مساحات ضخمة من الغابات.
ونقلت صحيفة ذى تايمز البريطانية عن تقرير للمؤسسة النرويجية تأكيده أن تلك المشاريع ستقام على مساحة 2.6 مليون هكتار، وهو ما يعادل مساحة ويلز، وتقع فى أخصب المناطق من دولة جنوب السودان الفتية.
وجاء فى تقرير المؤسسة النرويجية "إن الأرقام صادمة، فمساحة بعض الصفقات فلكية، ولم نكن نتوقع أن نرى شيئا مثل هذا"، مضيفا أن ذلك يحصل حتى "قبل أن يبزغ الفجر على الناس" فى جنوب السودان.
وفى ظل الأزمة المالية العالمية، تتطلع صناديق التحوط والتقاعد إلى فرص استثمار بعوائد جيدة، وهو ما خلق إقبالا على شراء الأراضى. وأشارت التايمز إلى أنها حصلت على وثائق تكشف أنه تم إبرام بعض الصفقات بمبالغ رمزية، فقد دفعت شركات أمريكية مثلا 4 بنسات على الهكتار الواحد.
وحصلت شركة "نايل للتجارة والتطوير" ومقرها مدينة تكساس الأمريكية على 600 ألف هكتار مقابل 17 ألف جنيه إسترلينى لاستغلال تلك الأراضى لمدة 49 عاما. مع خيار رفع إجمالى المساحة المستغلة إلى مليون هكتار.
وكان مجلس اللوردات البريطانى قد أصدر الشهر الماضى، تقريرا يسلط فيه الضوء على القضايا التى يمكن أن تعكر صفو العلاقات السودانية الشمالية الجنوبية. وخلص التقرير إلى أن خطر ميلاد دولة جنوبية فاشلة وارد بشكل كبير، حتى لو استمرت مستويات دعم المجتمع الدولى للجنوب على ما هى عليه. انتهى التقرير.
وأشار تقرير ثالث أن إسرائيل كانت من بين الدول التى اشترت أراض من جنوب السودان لاستخدامها فى إقامة قواعد عسكرية.
إذن لقد دخل التمرد الجنوبى مرحلة جديدة، مرحلة محاربة السودان ومصر من موقع الدولة المستقلة، وتحولها رسميا إلى حليف استراتيجى لإسرائيل. بل لقد بدأت دولة الجنوب فورا أعمالها التخريبية فى السودان استمرارا لدورها السابق. فماذا فعلت حتى الآن؟ وهل ستنجح فى تحقيق ما لم تستطع أن تحققه خلال الفترة الماضية فى القضاء على عروبة وإسلام السودان؟
هذا ما سوف نتناوله فى الأسبوع القادم إن شاء الله.
*****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق