يوسف والي ومجدي حسين...


د.سعيد سلامة

موقع المصريون :
د.سعيد سلامة   |  23-07-2011 00:07

تعمدت أن أكتب اسم الأول مجردا من اللقب العلمي، لأن هذا اللقب من المفترض أن يسمو بصاحبه. لقد اتخذ هو وأمثاله من العلم وثقة الناس في العلم وسيلة للتضليل والخداع والسطو على ثروات الشعب. ولم يكتفوا بهذا، بل سخروا علمهم لإشقاء الناس وتعذيبهم. ولو أن الأمر بيدي لجردتهم من هذه الألقاب، فهم لا يستحقونها. وعلى الجامعات المقيدة بها أسماء هؤلاء أن تشطبها من السجلات وتتبرأ منهم.
هذا الوالي الصغير جثم على صدر الزراعة المصرية حتى خنقها وأزهق روحها. قضى على محاصيلها، على قطنها، وعلى خصوبة أرضها. ثم فتح الباب للصهاينة ليجوسوا خلال الديار بآفاتهم وفيروساتهم، ورحب أيما ترحيب بشركات المبيدات لتأتي بكل مهلك ومسرطن. وكان من نتيجة سياسته التخريبيبة أن تفشى السرطان والفشل الكلوي والالتهاب الكبدي. بذلك دمر قوة الشعب ولم تعد المستشفيات قادرة على تخفيف آلامهم.
كتبنا، وكتب غيرنا، نبهنا، ونبه غيرنا إلى ما يقوم به الوالي الصغير من تخريب وتدمير، ولكن كل الآذان قد صمت، فاستمر في سياسته على مرأى ومسمع من الوالي الكبير الذي راق له انشغال الشعب بأمراضه وبلاياه.
لقد حنث الوالي الصغير باليمين التي أداها، شانه شأن كثير من زملائه، وخان الأمانة الموكلة إليه.
وحينما تصدى بإصرار الصحفي النابه مجدي أحمد حسين متهما الوالي الصغير بخيانة الأمانة الموكلة إليه، وقدم مئات المستندات القاطعة الدالة على هذا الاتهام،فضلا عما يشهد به الواقع المر وشهادة الخبراء الذين أدلوا بأقوال تدين الوالي الصغير في محاكمة انعقدت بناء على شكوى منه يتهم فيها مجدي حسين بالسب والقذف حكم عليه بالسجن بضع سنوات ليكون "مثلا" لمن تحدثه نفسه بالاقتراب من سياسة الوزير التخريبية. هكذا جعلت الأيام والظروف من الجاني الأشر مجنيا عليه. كما تمثلت المهزلة في قيام رئيس حزب الوفد الأسبق د. نعمان جمعة بالدفاع عن يوسف والي مطالبا بإدانة مجدي حسين!
لقد كنت متابعا لهذه القضية وأدليت فيها بشهادتي في أحد أيام شهر مارس عام 2000، وقلت إن شهادتي من أجل شعب مصر، ورد رئيس الجلسة بأن الشهادة يجب أن تكون للمتهم مجدي حسين. أوضحت في شهادتي أمرا بالغ الخطورة وهو أن يوسف والي أدخل زيت السلجم (اسمه الحركي زيت الكانولا) إلى مصر رغم تحذير منظمة الصحة العالمية من خطورته على الصحة العامة حال استهلاكه بنفس نمط استهلاك الزيوت في مصر، ورغم البحوث العلمية التي أثبتت ضرر هذا الزيت على القلب والكلى، ورغم مطالبة العلماء والمختصين باستبدال زيت عباد الشمس بهذا الزيت المهلك.
وسأل رئيس المحكمة عما إذا كان المدعى يوسف والي يتعمد هذا... فأجبت بالإيجاب. وفي نفس الجلسة شهد شاهد آخر (المهندس الزراعي حسام رضا) متحدثا عن سياسة التطبيع مع الصهاينة وعن تدهور محاصيلنا بسبب هرمونات وآفات قادمة من إسرائيل. واليوم يتم استدعاء يوسف والي وحبسه على ذمة التحقيق في ذات التهم التي اتهمه بها مجدي حسين.
كيف نعيد الاعتبار إلى مجدي حسين... هل من سبيل إلى إعادة محاكمته... وهل من سبيل إلى تكريمه أدبيا اعترافا بنضاله ودفاعه عنا جميعا.
 * * *
والآن اسمعوا العجب:
تتبنى أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا حاليا مشروعا لتحسين خصائص نبات "الكانولا" (السلجم) باستخدام الهندسة الوراثية... المشروع تنفذه جامعة القاهرة بميزانية مليون جنيه، ولمدة ثلاث سنوات اعتبارا من 2009. والهدف ليصبح السلجم محصول زيت رئيسيا. اللهم لطفك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق