مجدي حسين في مغاغة: النظام البائد أهمل الصعيد ونحن الآن في عالم ما بعد الصناعة

مجدى حسين متحدثا

جريدة الشعب
كتب: عبد الرحمن كمال

رئيس الحزب: تسليم السلطة الآن مطلباً ضروريا.

الخولي: الثورة عمل تراكمي ومبارك جمد الحزب لأنه الوحيد الذي وقف ضد فساد نظامه.

لطفي: مجدي حسين أحد الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله علية.

البهنساوي: مجدي حسين وسام على صدر كل مصري شريف لأنه كان قنبلة في وجه الفاسدين.


نظمت أمانة حزب العمل بمركز مغاغة محافظة المنيا مؤتمراً جماهيرياً كبيراً في قرية التحرير حضره رئيس الحزب مجدي أحمد حسين والمرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية كما حضره الدكتور احمد الخولي أمين التنظيم بحزب العمل والشيخ عبد الرحمن لطفي أمين الحزب بالمنيا وعضو المكتب السياسي والأستاذة هناء عايد أمينة الحزب بمركز بني مزار والكاتب الصحفي عادل البهنساوي والعديد من أبناء المحافظة وأعضاء الحزب وحشد كبير من أهالي القرية والقرى المجاورة لها.

بدأ اللقاء بتلاوة قرآنية أعقبها كلمة ترحيب من الأستاذ فتحي فضل الذي رحب بحزب العمل ورئيسه وأعضائه وتحدث عن تاريخ الحزب في النضال الوطني مؤكداً على دعمه لرئيس الحزب في انتخابات الرئاسة القادمة.

وأكد عبد الرحمن لطفي خلال كلمته انه لم يأتي متحدثاً ولم يعد كلمة لهذه المناسبة لكنه استلهم حديثه من الآية الكريمة "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" وان هذه الآية تنطبق على مجدي حسين الذي دائماً يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم وذلك لمواقفه المشرفة قبل الثورة في عز جبروت الطغاة فدفع ثمن ذلك من وقته وصحته وحريته، فهو من كشف إجرام زكي بدر وزير الداخلية الأسبق ثم تصدى لفساد حسن الألفي وزير الداخلية الأسبق أيضاً ثم تحدى النظام الفاسد الذي ضرب على غزة حصاراً غاشماً فقام بكسر الحصار وذهب إلى غزة لمناصرة أهلها فحاكمه النظام الفاسد محاكمة عسكرية التي حكمت عليه ظلماً بسجنه عامين وقامت الثورة وهو في سجن الطاغية وبعد خروجه ذهب إلى التحرير بملابس السجن لينضم إلى الكتائب التي ساهم الحزب وجريدته في إعدادها وهو الآن مرشحاًلمنصب رئيس الجمهورية الذي خلا بتنحي الطاغية ونسال الله أن يعينه على هذا الأمر؛ لأنه لم يطلبه بل كنا نحن من طلب منه الترشح.

واستهل الكاتب الصحفي عادل البهنساوي حديثه بالتوجه بالتحية إلى شهداء الثورة الذين لولاهم لما عُقد مثل هذا المؤتمر، وكذلك حيى كل أبناء الشعب المصري البطل الذي حارب النظام الفاسد الذي أذل الشعب مشيراً إلى أنه يأتي في مقدمة من حارب هذا النظام المناضل مجدي احمد حسين.

واستعرض البهنساوي أبرز الوقفات والحملات التي قام بها مجدي حسين ومن أهمها تضامنه مع غزة أثناء القصف الإسرائيلي لها بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً في عام 2009، وكذلك موقف مجدي حسين المتفرد عندما دخلت أمريكا إلى الأراضي العربية واحتلتها بالقواعد العسكرية التي أنشأتها، وكيف تنبأ بتمزيق الدول العربية وفي مقدمتها السودان، كما تحدث عن دوره البارز في البرلمان ووقوفه ضد القوانين التي أهدرت كرامة المواطنين، ثم حملته على علاء الألفي، ومحاربته للتعذيب الذي قام به جهاز أمن الدولة للمواطنين، كما تحدث البهنساوي عن تصدي جريدة "الشعب" لرواية "وليمة لأعشاب البحر" تلك الرواية التي كانت تسب الرسول وطبعتها وزارة الثقافة على نفقتها ومن ميزانية الدولة والعناوين الجريئة لجريدة الشعب وقت أن كان يرأس تحريرها مثل"ماذا لو قلنا أن رئيس الوزراء زفت؟" وكيف حرض إبراهيم سعدة المنافق الحكومة ضد الحزب والجريدة.

وأضاف البهنساوي أن مجدي احمد حسين كان قنبلة في وجه الفاسدين بمواقفه النبيلة، وانه وسام على صدر كل مصري شريف داعياً الجميع للوقوف مع الصوت الذي حارب الفساد واستمر في النضال حتى أطاح الله بالنظام الفاسد.
ثم تحدث عبد الله رحيل ممثلاً عن شباب التحرير مشيراً إلى حالة الخزي العربي والهوان لما يحدث في الأمة العربية والإسلامية حيث يفقد العربي المسلم كرامته ، وتكلم عن إحساسه بالخذي عندما انشغل هو وغيره عن الشغل الشاغل وقضايا الأمة الإسلامية والعربية بمتع الدنيا وملاهيها ومع ذلك لم تشغل هذه المتع المجاهد الحق من الاهتمام بالقضية الأساسية، مضيفاً أن المجاهد مجدي احمد حسين اشعر الجميع بالخجل عندما ترك الدنيا ومتعها وذهب إلى غزة عبر الأنفاق متناسيا المخاطر التي قد تلحق به ولم يهتم بالقصف الذي تستخدم فيه إسرائيل أسلحة محرمة دولياً، ودفع من حريته ثمن غيرته وجرأته مؤكداً أنهم يثقون في شخص مجدي حسين وفي حزبه الذي تصدى للفساد ودعا للعدالة كما أنهم لن ينافقوه أو يطبلوا له كما كان يفعل أسامة سرايا مع مبارك لكنهم موقنين بأن هذه هي الحقيقة وأنهم معه في طريقه طالما يعمل على نصرة دين الله.

وأكد الدكتور احمد الخولي أمين التنظيم على اهتمام الحزب بالزراعة والفلاح الذي أهمله النظام السابق وحكوماته المتعاقبة، فقد اهتم الحزب بالزراعة من بداية تأسيسه فمؤسسه كان وزيراً للزراعة، وكذلك الدكتور الراحل محمد حلمي مراد الذي وضع أسس قانون الإصلاح الزراعي، وهما من كبار قيادات الحزب ومن كبار المهتمين بالزراعة في مصر ودعا الخولي إلى أن تكون القرية في طليعة المدافعين عن مطالب المزارعين.

وأضاف الخولي أن الثورات عمل تراكمي، فثورة 25 يناير نتاج جهد حزب العمل وغيره من التنظيمات العديدة، إلا أن النظام البائد جمد الحزب من أكثر من عشر سنوات؛ لأنه كان الوحيد الذي يقف ضد الفساد ويكشف خبايا هذا النظام وإجرامه في حق الشعب.

الشعب لن يتحمل أية سخافات في التأخير في تسليم السلطة
بدأ رئيس حزب العمل مجدي أحمد حسين حديثه بالإشارة إلى دور محافظة المنيا التاريخي والديني والجهادي فقد كانت معقل المقاومة ضد الحملة الفرنسية ومنها بدأ أخناتون دعوته للتوحيد وفيها كانت عاصمة مصر القديمة أيام أخناتون وفي قرية التحرير تلتقي الصحراء مع الزراعة ويلتقي العربي مع الصعيدي.

ونوه مجدي حسين إلى أن الشعب لن يتحمل أية سخافات في التأخر في تسليم السلطة؛ فلا بد للشعب أن يستلم السلطة عبر ممثليه في انتخابات حرة نزيهة وهو ما وعد به المجلس العسكري لكنه لم يصدر قانون الانتخابات بعد، وبالرجوع إلى الإعلان الدستوري نجد انه يقول تبدأ إجراءات الانتخابات خلال ستة شهور من الإعلان الذي صدر في يوم 30 مارس أي انه يجب إجراء الانتخابات قبل حلول 30 سبتمبر ومع ذلك لم يصدر قانون الانتخابات لنتعرف على طريقة إجراء الانتخابات هل هي بالقائمة أم بالأفراد وكذلك ليعلم المواطنون التقسيم الجغرافي للدوائر وأكد مجدي حسين أن تسليم السلطة الآن مطلباً ضرورياً وسريعاً وإذا كان الحد الأقصى هو 30 سبتمبر فيجب أن يصدر قانون الانتخابات في غضون أسبوعين.

وأشار حسين إلى أن كل ما سمعناه عن "الدستور أولاً" تضييع للوقت فيما لا فائدة فيه فقد قال الشعب كلمته وهؤلاء المنادون بالدستور أولاً هدفهم طبخ الدستور أولا؛ لإبعاد الإسلاميين وهذا ما يرفضه الشعب الذي ينتظر الآن تسلمه للسلطة لأن العسكريين لا يجيدوا اتخاذ القرارات فتجدهم يأخذوا قرار وعكسه في آن واحد فهاهم يحاكمون من صدر الغاز لإسرائيل ومع ذلك مازالوا يصدرون الغاز إلى إسرائيل فمن أولى؟! إسرائيل أم الصعيد؟

واستنكر رئيس حزب العمل إهمال النظام البائد للصعيد، فأوضاع الصعيد غير مقبولة وهو ما لا يتناسب مع أهمية الصعيد كعمق استراتيجي لمصر فهناك مناطق كاملة بالصعيد لا يوجد بها مصانع ومن الخطأ أن نضع في الحسبان اعتماد الصعيد على الزراعة فقط؛ فمصر ليس لديها فائض من المياه، كما أشار إلى ضرورة ربط المشروعات الزراعية بسقف المياه حتى لا يتكرر ما حدث في توشكى، فالصعيد يحتاج إلى المزيد من الاهتمام خاصة أن به الإمكانيات فمنطقة البحر الأحمر تصلح كمناطق صناعية ومدن متكاملة بها صناعة وعمل وترفية ومكاتب وسلع ويجب أن نعمل على أن تتوافر كل الخدمات الموجودة في العاصمة .

وذكر حسين أننا حالياً نعيش في عالم ما بعد الصناعة حيث الالكترونيات والمصانع الآلية والعقول الالكترونية، فالزراعة مطلوبة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء والمحاصيل الهامة مثل القمح والذرة والقطن الذي يعمل به ثلث عمال مصر وهى الزراعات التي دمرها عهد مبارك، إلا انه هناك سقف للعمل الزراعي وليس أمامنا إلا الصناعة ومصر بها أفضل العقول في العالم ومن أول مطالب الصناعة إشباع الحاجات الأساسية للسكان.

كما أشار مجدي حسين إلى ما تفعله الدولة مع المواطنين الذين يستصلحوا الأراضي الصحراوية ثم تطلب منهم الحكومة مبالغ مالية ليس لها أي سند في الاقتصاد الإسلامي فالرسول يقول" العباد عباد الله ، والبلاد بلاد الله ،فمن أحيا من مواتالأرض شيئا فهو له ، وليس لعرق ظالم حق" وهو نفس السبب في مشكلة الإسكان فالدولة تبيع الوحدة السكنية مضافاً إليها سعر الأرض مع أن الدولة لم تصنع أي مجهود للحفاظ على الأرض.

وطالب مجدي احمد حسين الأهالي الصعيد والفلاحين والمزارعين بالدفاع عن حقوقهم وان ينتخبوا من يمثلهم ويرعى مصالحهم؛ فهم من أكثر من عانى من ظلم وإهمال النظام البائد لذلك عليهم أن يدافعوا عن حقوقهم واقترح مجدي حسين على المزارعين والفلاحين أن يؤسسوا فيما بينهم اتحاد للفلاحين يخدمهم ويدافع عن مصالحهم وهي الفكرة التي كان الحزب قد تبناها.

وأجاب رئيس حزب العمل والمرشح لرئاسة الجمهورية مجدي أحمد حسين عن بعض الأسئلة التي وجهها له الجمهور:
طبيعة العلاقة مع إيران، يرىمجدي حسين أن إيران دولة جارة ومهمة وليس من المصلحة أن نقاطعها وهي لها مذهبها ونحن لنا مذهبنا ولا يجب أن تقوم بيننا وبينهم عداوة، فعدونا الرئيسي هو الحلف الصهيوني الأمريكي الذي يتدخل في كل الشئون المصرية حتى أصبحنا لا نجد الخبز، ونحن لن نعاديها مادامت لن تعادينا.

بعض القوانين التي تناقض الشريعة الإسلامية، كمنع الزواج المبكر وتجريم ختان الإناث أكد مجدي حسين أن هذه القوانين أعدتها سوزان ثابت لمحاربة الإسلام، فمنع الزواج المبكر يتنافى مع قواعد الإسلام والأخلاق ومن يتعمق في دراسة الأحكام الشرعية يجد أنها الأكثر نفعاً للإنسان، وطالب حسين أولياء الأمور والآباء والأمهات بعدم المغالاة في المهور وتيسير سبل الزواج أمام الشباب حفاظاً عليهم من الفتن، ومن أهم أسباب سقوط نظام مبارك انه أعلن الحرب على الله والإسلام.

الإعلام المصري، أشار رئيس تحرير جريدة الشعب إلى أن الإعلام المصري يفتقد الكثير من المهنية كما انه مصر على تلميع أشخاص بعينهم وتفرد الصحف والقنوات إلى شخوص لا محل لهم من الإعراب.

الدور السياسي للتيارات الدينية الذي يصوره العلمانيين على انه ضد المدنية، حرص حسين على التأكيد على تدين الشعب المصري، ونظام مبارك كان يحارب التدين ورموزه فلا يُعقل أن تحاربها الثورة التي حررت البلاد، ومن غير المقبول أن يتخلى الشعب عن الدين إرضاءً لطرف ما ونحن لا نفرض على المسيحي أن يدخل في الإسلام ولا نجبر المهمل على الالتزام، فكيف يطلب منا هؤلاء أن تنخلع الأغلبية عن الدين.

كيفية مقاومة الفساد الإداري المنتشر من الوحدة الصغيرة حتى الإدارة الكبرى، أكد مجدي حسين انه ما من سيبل لحل هذه المشكلة إلا سبيل واحد وهو أن يوسّد الأمر إلى أهله كما يقول الحديث، ويجب وضع اشتراطات معينة للصول إلى منصب معين فلا يوجد محاباة لأحد على احد،فهذا الوضع يحتاج إلي ذمة وضمير وهو ما تتضمنه الرقابة الشعبية وتداول السلطة والشورى.

الثورة الليبية، ذكر مجدي حسين أن الثورة الليبية ستعاني فيما بعد من صراع داخلي لمنع أي تدخل أجنبي في الأراضي الليبية، لكن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء وعلينا تدعيم الثورة الليبية، وقذف الناتو ليبيا لن يجعلنا نتعاطف مع الديكتاتور القذافي، ونحن كنا الأولى بالقيام بدور الغرب لكن حكام مصر الآن ليسوا ثواراً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق