مرة أخرى التلاعب فى مواعيد الانتخابات

مجدي حسين
موقع العمل : بقلم مجدى حسين

التصريحات المتضاربة للمجلس العسكرى حول الانتخابات التشريعية تؤكد من جديد أن الأمر ليس محسوما تماما . اى أن الالتزام بالمواعيد المعلنة فى الاعلان الدستورى الذى أعقب الاستفتاء مسألة قابلة للتفاوض والأخذ والرد . وهذا يعكس عدم ادراك أعضاء المجلس أن أى بلد لايمكن ادارته بهذا الأسلوب . فأى انسان يعتمد فى حياته على درجة واضحة من اليقين فى العديد من الأمور الأساسية وكذلك المجتمعات. ومن غير المقبول أن يواصل الشعب المصرى حياته فى حالة مستديمة من عدم اليقين . والعجيب أن أهم أشغال وأعمال الحكم الانتقالى هو الاعداد للانتخابات وتسليم السلطة للشعب . ومن المفترض ألا ينشغل عن ذلك بأى مسألة أخرى. ولكنه بعد أكثر من 5شهور لايستطيع أن يتوصل الى صيغة نهائية لقانون مجلس الشعب رغم تعرفه الواضح والكامل على آراء القوى السياسية. ولا أعتقد أن ذلك مجرد ارتباك فى الادارة وان كان ارتباك الادارة مسألة مؤكدة عموما ولاتحتاج لبرهان. فنحن أمام مجلس لم يعمل كوحدة واحدة من قبل ولم يهيىء نفسه لادارة البلاد ولم يسع لأى ثورة ولم يفكر فيها. ولكن المشكلة الكبرى فى قابلية المجلس العسكرى للخضوع للضغوط الخارجية خاصة الأمريكية وامتدادات هذا الخط الأمريكى فى الداخل. ان كبار أعضاء المجلس العسكرى وثيقو الصلة بالولايات المتحدة ، ويسافرون الى أمريكا مرارا وتكرارا ، بحكم التعاون العسكرى والمعونة التسليحية وهى أكثر من مليار دولار سنويا ، ومايرتبط بذلك من مشاورات وتدريبات وقطع غيار وصيانة ودورات. انهم يدورون فى هذه الدائرة منذ سنوات ، بل يشاركون مع الجيش الأمريكى فى مناورات النجم الساطع وفى ترتيب التسهيلات العسكرية للأمريكيين على أراضى مصر وسواحلها وفى سمائها.وهذه الشبكة من العلاقات بدأت واستمرت لقرابة ربع قرن وتحولت الى مؤسسة . والان يتكرر أمام المجلس العسكرى نفس الخيار الذى واجه مبارك : هل تنحاز لأمريكا أم الى الشعب المصرى ؟ وقد أجاب مبارك كما علمنا بالانحياز لأمريكا . وعلى المجلس العسكرى أن يعلم أن اجابته بنفس الطريقة هى أقصر الطريق الى جهنم . وأقصر الطرق لتجدد ثورة عارمة أكثر مما شاهدتموه فى الأيام الأخيرة. مصير مصر هو التحرر من العبودية للحلف الصهيونى الأمريكى ومن يقف عثرة ضد ذلك سيقتلعه الشعب . هذا قانون طبيعى سيفعل فعله بغض النظر عن آراء بعض المحرضين أمثالى .ولتعلموا أن التخلى عن موعد الانتخابات فى سبتمبر هو قرار بالانتحار لأنه سيفقد المجلس مصداقيته وشرعيته.

علامات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق