مجدى حسين : التبعية لأمريكا خيانة وغباء وجهل!


موقع العمل : الكاتب: مجدى أحمد حسين  
حالة التبعية للولايات المتحدة فى بداية العقد الثانى من القرن الواحد والعشرين التى تعانى منها معظم الأنظمة العربية حالة مذهلة تجمع بين الخيانة والغباء والجهل والغفلة فى حزمة واحدة. فإذا كان التحرر من سطوة القوة العظمى واجب وطنى ودينى حتى وإن كانت هذه الدولة فى ذروة قوتها، فإن الخضوع لها وهى تهزم عسكريا فى كل ساحة حرب، وهى تستعد للهبوط إلى المركز الثانى اقتصاديا بعد الصين عام 2025، وبعد أن هبطت إلى المركز الثانى وأكثر من ذلك فى العديد من مؤشرات التنمية، وبعد تهشم انجازاتها الحضارية والأخلاقية وادعاءاتها الديمقراطية فى أبى غريب وجوانتانامو وتشريع التجسس على المواطنين الأمريكيين وغير ذلك كثير، حتى لم يعد هناك متيم واحد فى العالم بالنموذج الأمريكى إلا العملاء المباشرين الذين يتكسبون منها بشكل شخصى. إن الأزمة الاقتصادية الأمريكية وانعكاسها على الغرب التى بدأت عام 2008 ما تزال مستمرة حتى الآن بينما تتنقل انفجاراتها الحادة بين اليونان وايرلندا وأسبانيا وإيطاليا وبريطانيا، بينما تتواصل الأعراض المزمنة فى الولايات المتحدة: استمرار تدهور معدلات البطالة، استمرار انهيار القطاعات الإنتاجية لصالح القطاع الخدمى (الذى أصبح يمثل 60% من الاقتصاد)، التوسع فى ظاهرة طبع الدولارات، استمرار إفلاس البنوك، دخول المديونية الأمريكية مرحلة الخطر. أرجو أن تتاح الفرصة لى فى مقال لاحق لتوضيح فضيحة اختفاء 151 طن من الذهب من المفترض قانونا أن تسلمها أمريكا لصندوق النقد الدولى كبديل للاحتياطيات النقدية، وهى مسألة تهدد الاقتصاد الأمريكى والعالمى فى الصميم وأن مدير صندوق النقد الدولى تم اتهامه بالتحرش الجنسى يوم 14 مايو الماضى (حتى وإن كان صحيحا) كعقاب له على كشفه لهذه الكارثة. وأنه تم إنزاله من على الطائرة الفرنسية قبل إقلاعها بدقائق حيث كان ينوى الهرب بعد شعوره بالخطر، وكأن أمريكا هى حامية الشرف والأخلاق!
أمريكا فقدت استراتيجيا السيطرة على معظم بلاد العالم خاصة فى آسيا وأمريكا اللاتينية، وبقيت المنطقة العربية أهم منطقة فى العالم ما تزال فى حوزتها وهذا ما يصيب البعض بعمى الألوان لأن المارد السابق ما يزال لديه من القوة ما يمكن أن يركزها فى مكان ما، وقد رأى أنها منطقة الشرق الأوسط ولكنه هزم فى أفغانستان والعراق والصومال ويترنح فى باكستان وهزمت حليفته فى لبنان وغزة. وهو الأمر الذى أضعف مكانته وهيبته حتى فى هذه المنطقة، ثم جاءت الثورات العربية وعلى رأسها المصرية لتهدده فى المنطقة الأخيرة له وهى أهم منطقة فى العالم (بترول - الحليف الإسرائيلى - الصحوة الإسلامية - الموقع الحاكم للعالم)، وبالتالى فإن أمريكا تشهد نهايتها كقوة عظمى متحكمة فى العالم على أرضنا، ومن يلوذ بها هو الذى يرمى لها طوق النجاة الأخير، ولكن هذه المحاولة ستفشل لأنها تعاكس حركة التاريخ فى هذه اللحظة، وهو لن ينقذ أمريكا وهى لا تملك أن تنقذه وسيغرقان معا. قلت ذلك لمبارك بالأمس وأقوله اليوم
للحكم الانتقالى فى مصر وتونس واليمن وليبيا. والأجر على الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق