"صوت البلد" تحاور المناضل مجدي حسين "المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية"

الصوره من موقع صوت البللد

حكومة شرف فاشلة .. ولا تُحترم في الغرب .
- بطء المحاكمات .. تسويف لتهريب مبارك للخارج .
- علاقتي بإيران ممتازة وهذا لا يعني دعمهم لي في الانتخابات .
- اعتصمت في ميدان التحرير ببذلة السجن الزرقاء .
- وزير الداخلية أثبت فشله وضعفه وبه عيوب كثيرة .

هو المناضل مجدى أحمد حسين المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، أحد أكبر المعارضين لنظام مبارك وله العديد من المواقف على المستوى الداخلى من خلال دعواته المتكررة للثورة على نظام مبارك وإسقاطه من خلال جمعه للآلاف من التوقيعات لإسقاطه وعدم التجديد له فى انتخابات 2005 إضافة لكونه من أوائل من دعوا إلى رفض فكرة التوريث لجمال مبارك وتم تلفيق العديد من الاتهامات إليه وبرأه القضاء من هذه التهم، كان له الكثير من المواقف على المستوى الخارجى من خلال رفضه للعدوان الأمريكى على العراق ورفضه للتطبيع الإجبارى مع إسرائيل وتصدير الغاز إليها بأبخس الأثمان وله مواقفه المشهودة تجاه العدوان الإسرائيلى على غزة وسافر سراً إلى غزة عبر الأنفاق فى يناير 2009 بعد وقف إطلاق النار للإعراب عن تأييد الشعب المصرى لأهل غزة ورفضه للحصار الذى يفرضه مبارك على القطاع، وبعد عودته فى نهاية الشهر ألقت سلطات الأمن القبض عليه وحكمت عليه محكمة عسكرية فى 11 فبراير 2009 بالحبس عامين بتهمة التسلل لغزة، وقام بإنجاز العديد من الدراسات الفقهية والسياسية، وواصل كتابة المقالات من خلف الأسوار تدعو للثورة على نظام مبارك حتى خرج يوم السبت التاسع والعشرين من يناير 2011 وذهب إلى ميدان التحرير ببذلة السجن الزرقاء واستقبلته الجماهير بحرارة وواصل مشاركتهم فى الاعتصام بميدان التحرير حتى سقوط مبارك فى 11 فبراير 2011 وقام بترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة التى ستجرى بنهاية العام الحالى حاملا معه العديد من الأفكار التى تستهدف النهوض بمصر وكان له معنا هذا الحوار.

- مارأيك فيما حدث منذ أيام فى مسرح البالون والاشتباكات بين المواطنين والشرطة؟
بغض النظر عن التفاصيل والروايات المتضاربة لا بد من التركيز على شىء أساسى خاصة بعد أن تجاوزنا الأحداث، وهو أن هناك حالة من الغضب المكتوم فى الشارع المصرى من عدم تقدم أحوال البلد فى ظل الثورة، وهناك شعور بالتراجع للخلف فى كل المجالات، وأحد الأشياء المستفزة للجمهور: المحاكمات الشكلية لحسنى مبارك ولكبار المفسدين وقتلة الشعب وهذا هو جوهر الموضوع ولا يجب أن نخرج عنه بالحديث عن الفلول والثورة المضادة، فإذا كانت الأمور محتقنة أو هناك حالة من الغضب فمن الممكن أن يدخل أحد البلطجية ويثير الجمهور، ونحن لن نقبل بعد ذلك بالحديث عن البلطجية؛ فالبلطجية معروفون بالاسم لمباحث أمن الدولة التى تعمل كما هى باسم جديد؛ فأمن الدولة وباقى الأجهزة الأمنية الأخرى تعرف أسماء هؤلاء البلطجية بشكل جيد جداً منذ أن كانوا يعملون مع أعضاء مجلس الشعب والحزب الوطنى وفى كل الانتخابات، وبالتالى فالسيطرة على البلطجية والقبض عليهم مسألة سهلة جداً وفى يد النظام الحالى الانتقالى وبالتالى فمن غير المقبول بين الحين والآخر أن يقولون لنا إن هناك ثورة مضادة، والدليل أن الحكم الانتقالى يعرف أن هناك حالة من الغضب والسبب هو عدم محاكمة الضباط المتهمين بقتل الشهداء وبعضهم مطلق السراح وبعضهم الآخر يحصل على ترقيات ومكافآت، ولأنهم يعلمون بهذا الغضب قاموا بإنشاء صندوق لرعاية أسر الشهداء لكن هذا ليس أسلوبا صحيحاً فالقضية ليست قضية صندوق ولكن القضية قضية قصاص.

- هل تؤيد الاعتصامات التى تتم الآن فى ميدان التحرير؟
ليس كل الاعتصامات؛ فالمهم أن يكون لها أهداف واضحة، إذا لم يتم استبعاد فكرة الدستور أولاً فهذا يدخلنا فى طاحونة لن تنتهى والعودة بنا إلى نقطة الصفر، فهناك استفتاء حَكَم جدولة انتقال السلطة من العسكريين إلى المدنيين فلا نريد أن نعود للوراء، فنحن نريد استبعاد هذا الشعار والتركيز على المحاكمات وتطهير نظام الدولة وتحديد موعد الانتخابات وانتقال السلطة بشكل سريع وحزب العمل سيشارك فى هذه الجمعة.

- ظهرت مطالبات فى الفترة الأخيرة لإقالة وزير الداخلية.. فهل تؤيدها؟
وزير الداخلية أثبت فشله، وضعفه واضح جداً، كما أنه من نفس المدرسة القديمة وكبير فى السن وبه عيوب كثيرة ولكنى لست مهتما بالتغييرات الفردية الآن ولكن أرى أنه من الأفضل الانتقال الكلى للسلطة وأن نسرع بإجراء الانتخابات فى شهر سبتمبر وفقاً للمواعيد وتقال هذه الحكومة بشكل طبيعى أو تستقيل، ويشكل مجلس الشعب الجديد وزارة تعبر عن الثورة.

- فى رأيك.. ما الأسباب التى أدت إلى قيام الفتن الطائفية فى مصر فى الفترة الأخيرة وآخرها ما حدث فى المنيا من خطف فتاتين؟
نحن أمام حالة من التآمر الخارجى وأصابع النظام لم تكن بعيدة سواء الحزب الوطنى أو أمن الدولة وهذا ما تم كشفه بالفعل فى التحقيقات، فلم يكن هناك أى حادث مما حدث وكان طبيعياً، وأبرزها ما حدث فى أطفيح وإمبابة فقد ثبت أن الحزب الوطنى المنحل وأمن الدولة كانوا وراء هذين الحادثين، ووزير العدل نفسه صرح بذلك، فقد كانت هناك حالة من الوئام بين المسلمين والمسيحيين خلال الثورة أثبتت أن الفتنة الطائفية مفتعلة من قبل النظام، بل وأظهرت تقارير عن قيام أجهزة مبارك بتفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية، فالصورة تغيرت تماماً ونحن أمام حالة من الانكشاف والوضوح فى فهم كيف كان نظام مبارك يدفعنا فى هذا الطريق المظلم ثم يدعى مع المسيحيين أنه معهم، ومع المسلمين أنه معهم، وأعتقد أنه بتجاوز هذه اللحظات الحرجة من الممكن أن تشهد مصر استقراراً فى مجال الوحدة الوطنية.

- وما تقييمك لأداء جماعة الإخوان المسلمين؟
ليس لى أن أقيم أحدًا، ولكن مازال الإخوان هم التنظيم الأكبر على الساحة السياسية وعلاقتنا بهم جيدة، وثانياً بشكل مبدئى على أساس شعار الإسلام هو الحل أنا أرى أن الإخوان عليهم دور كبير فى عملية انتقال السلطة من العسكريين إلى المدنيين والتأكيد بشدة على الالتزام بموعد الانتخابات.

- وهل ترى أن هناك بطءًا فى محاكمات رموز النظام السابق، خاصة بعد تأجيل محاكمة العادلى ونظيف فى قضية اللوحات المعدنية وغموض الموقف بالنسبة للرئيس المخلوع مبارك ونجليه؟
بالتأكيد يوجد بطء غير عادى، حتى عندما تكون الجرائم ثابتة لا يكون هناك معنى لاستطالة المحاكمات، وما معنى تأجيل محاكمة مبارك شهرين كاملين وحتى الثانى من أغسطس، بالطبع هناك محاولة للتسويف ولإطالة الموضوع حتى تهدأ الأمور ويتم تسريب حسنى مبارك إلى هنا أو هناك.
- وما الأثر المترتب على هذا البطء؟
أحداث التحرير الأخيرة هى أحد هذه الآثار لأنه يحدث فقدان ثقة بين الشعب وبين المجلس الانتقالى الذى يفقد ثقة الناس فيه مع مرور الوقت، وهناك حل واحد فقط بأن يقوم المجلس العسكرى بتسليم السلطة فى أسرع وقت حتى يرفع الحرج عنه إذا كان يعانى من الحرج فى المحاكمات أو يعانى من الحرج مع أمريكا أو مع إسرائيل، فالأفضل أن نسارع بتسليم السلطة الذى كان من المفترض أن يتم "خلال" ستة أشهر من مارس إلى سبتمبر، فلم يقل الإعلان الدستورى "فى آخر" ستة أشهر، فكان من الممكن أن تكون انتخابات مجلس الشعب قد بدأت لكن هذا التلكؤ ومع طول الفترة الانتقالية سيصبح المجلس العسكرى مسئولاً عن هذه الأخطاء.

- وهل نجحت حكومة د. عصام شرف فى مهمتها حتى الآن ؟
باتأكيد لا، فلم تظهر له شخصية واضحة وبالتالى فإنه يسير فى نفس الدروب السابقة لنظام مبارك فى النواحى الاقتصادية والإدارية، وعلى أى حال كل هذا من الممكن أن يغتفر وأن يساهم فى نقل السلطة أيضاً، فنحن لا نطلب الحكم الانتقالى أكثر من تسليم السلطة الآن ولم نطالبه بأى شىء، والمؤسف أنه كان هو ونائبه وعدد من الوزراء يروجون لفكرة الدستور أولاً وهذه أكبر سخافة وأكبر خطأ ممكن أن يقع فيه رئيس وزراء بأن يعارض الاستفتاء الشعبى الذى تم فى مارس الماضى فكيف يمكن إلغاؤه؟.. نحن مستعدون لأن نتحمل أخطاء ومشكلات هذه الحكومة لأن أغلبها حزب وطنى إن لم تكن كلها حزب وطنى ولجنة سياسات بمن فيهم عصام شرف نفسه، ونحن لا نريد منها شيئًا إلا أن تسلم السلطة فى أسرع وقت.

- وكيف نسترد أموالنا المهربة إلى الخارج؟
لن نسترد أموالنا من الخارج إلا فى وجود حكومة منتخبة قوية، والحكومة الحالية لا تُحترم فى الغرب بل يتم استخدام مسألة الأموال المنهوبة لابتزاز الحكم الانتقالى والحصول على شروط سياسية تستهدف استمرار تبعية مصر لأمريكا والغرب.

- لو نجحت فى انتخابات الرئاسة.. ما الذى ستفعله تجاه ملف تصدير الغاز لإسرائيل؟
بدون أى مناقشة سيتم وقف تصدير الغاز الطبيعى لإسرائيل لأن مصر فى احتياج إليه، وليست إسرائيل فى مجال الصديق الذى سنعطيه مكافأة، فهى تقتل المسلمين كل يوم وتهدد المسجد الأقصى وتهود القدس فبأى معنى تقوم مصر بتغطية 40% من احتياجات إسرائيل من الغاز وبأسعار رخيصة، بل إن هناك حكمًا للإدارية العليا كان قد طالب بإعادة النظر فى هذه العقود الجائرة، وأيضاً هذا الاتفاق لم يعرض على مجلس الشعب، بالإضافة لوجود ثغرات قانونية قائمة بالفعل.

- أكدت بأنك ستحول اتفاقية السلام إلى هدنة.. فهل لديك سند قانونى أو شعبى يمنحك الصلاحية لفعل هذا الأمر؟
هناك عرف فى القانون الدولى ما لم يُذكر العكس، أن الاتفاقيات تنتهى بعد مرور 25 سنة عليها وبالتالى فقد حققت الإتفاقية غرضها الرئيسى وهو حدوث هدنة للسلام وفى المقابل انسحبت إسرائيل من سيناء، فالحفاظ على هذا الوضع هو جوهر الموضوع لكن إسرائيل لم تنفذ كل الجانب الآخر من اتفاقية كامب ديفيد وهو السلام الشامل والانسحاب من الضفة والجولان وحل مشكلة القدس، فإسرائيل أساساً لم تلتزم بجوانب كثيرة، فإذن نحن مع استمرار الهدنة ولا توجد أى نية للحرب مع إسرائيل من الطرفين فإسرائيل ليست فى حالة تسمح لها ولا مبرر لها أن تفعل هذا ولا نحن نريد أن نحارب إسرائيل ولكننا نريد أن نبنى مصر، كما أن هذا التطبيع الإجبارى ليس موجوداً فى القانون الدولى سواء بتصدير الغاز أو البترول أو عمل كويز فهذه فى مجملها اتفاقيات تجارية من الممكن إلغاؤها بمنتهى البساطة.

- وما المواصفات التى يجب أن تتوافر فى رئيس الجمهورية من وجهة نظرك؟
أهم صفة يجب أن يتصف بها رئيس الجمهورية هى أن يكون مؤمناً بالاستقلال الوطنى، فالمشكلة الموجودة الآن تتمثل فى تبعيتنا للولايات المتحدة والصهيونية وهذا هو أساس البلاء، فقضية الإيمان بالاستقلال الوطنى قضية أساسية، ولكنها ترتبط بالإخلاص والمصداقية فى هذا وليس مجرد شعارات لأنه لا يوجد أحد يدعو فى برامجه للتبعية فالكل يدعو إلى الاستقلال، فيجب أن يوضح المرشح فى خطابه موقفه من أمريكا وإسرائيل والنفوذ الداخلى لهما فى مصر وإنهاء هذا الوضع الشاذ أولاً، وثانياً أن يكون فى تاريخه ما يؤكد هذه المصداقية.

- وهل يشتمل برنامجك الانتخابى على مشروع قومى تسعى من خلاله لتنمية مصر؟
أنا ضد هذه الفكرة لأنها فكرة صنعها المستبدون بأن يكون لكل زعيم مشروع قومى، ولا يوجد فى التاريخ فى بلاد العالم أن هناك مشروعًا انتشل البلاد من وضع إلى وضع، المهم أن تكون هناك رؤية واحدة للنهضة الاقتصادية المستقلة فهذا هو المشروع وليس مشروع توشكى ولا مشروع ممر التنمية ولا تعمير سيناء رغم أهمية هذا المشروع فى رأيى، ولكن لا أطرحه كمشروع سينتشل البلاد من وضع لوضع، ولكن الذى سينتشل البلاد هو المشروعات المتزامنة المترابطة التى تنقل الحالة الاقتصادية من وضع إلى وضع، ومشروعات يخدم بعضها بعضاً ضمن خطة تنمية متكاملة تتبعها خطط أخرى، إذن فلابد من خطوة أولى تدفع البلاد لمستوى أفضل وهذا يتطلب أن تكون هناك علاقة بين المشروعات وليست مشروعات متناثرة ومتنافرة.

- كانت أول جولة لك بعد ترشحك للرئاسة إلى طهران.. فما سبب هذه الزيارة وما الذى تم فيها؟
تلقيت دعوة لزيارة إيران من وزارة الخارجية الإيرانية ورحبت بها فى ذلك الوقت لأننى وجدتها فرصة للتركيز على فكرة عودة العلاقات المصرية - الإيرانية لأن الولايات المتحدة كانت هى السبب وراء هذه القطيعة غير المبررة، لأنه لا يوجد حقيقة أى مشكلة مباشرة بين مصر وإيران، فمن مصلحة مصر أن تكون لها علاقة بدول الجوار سواء تركيا أو إيران أو أثيوبيا وغيرها من الدول، وقد كان من التبعية المقيتة هو منع مصر من الاتصال بها فدفعت أنا فى هذا الاتجاه من أجل مصلحة مصر، وأعتقد أنه بعدها قام وفد شعبى كبير بزيارة إيران وكنت قد دعيت إليه ولكننى كنت مشغولا فى مؤتمر آخر.

- ولماذا قامت الخارجية الإيرانية بدعوة مجدى حسين دون غيره من المرشحين؟
لأنهم يعلمون مواقفى المعادية للنفوذ الأمريكى الصهيونى الموجود بالمنطقة وهم حالياً فى مواجهة مع الأمريكان والإسرائيليين فتقارب المواقف بيننا بالنسبة للأوضاع الإقليمية كان سبب هذه الدعوة، كما توجد معرفة سابقة بيننا فهذه ليست أول مرة أذهب فيها لإيران.

- وهل معنى هذه الدعوة أن إيران ستدعمك فى انتخابات الرئاسة؟
أى دعم خارجى سواء ماديًا أو معنويًا سيكون مضراً لأى مرشح، فالانتخابات معركة داخلية تعتمد على إقناع الشعب المصرى خاصة أننا أمام انتخابات حرة.

- كيف نرتقى بالاقتصاد المصرى ليعود إلى أفضل حالاته؟
لن تتقدم دولة إلا بخطة تنمية وطنية تقوم بالأساس بالاعتماد على الذات والموارد المحلية وتستهدف إشباع الحاجات الأساسية للسكان وليست الأمور الترفيهية، وليس بمد اليد للخارج من أجل الحصول على معلومات أو هبات أو قروض أو حتى استثمارات دون شروط، فأى مستثمر يأتى نفرح به فى أى مجال - حتى العمل فى البورصة الذى لا يضيف أى قيمة حقيقية للاقتصاد.

- فالمستثمر يأتى للإستثمار فى البترول ويأخذه ولا نستفيد نحن منه فى التنمية، إذن على الذات ثم يأتى التعاون مع الخارج فى مرحلة لاحقة فى بعض الثغرات التى نريد فيها الاستفادة بخبرات الأجنبى فى هذا المجال أو ذاك وبشروطنا.
فنقوم أولاً بتوفير الملابس والطعام والشراب بإنتاج مصرى، فليس من المعقول استيراد كل شىء من الخارج، فنحن نريد أن نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع مما سيوفر عشرات المليارات المهدرة فى الاستيراد حتى أصبحت المولات المصرية معرضاً دولياً لمنتجات الدول الأخرى ولا تجد بها منتجًا مصريًا.
إذن فإشباع الحاجات الأساسية للسكان سيقوى الصناعة المصرية وسيوفر فرص عمل ويحل مشكلة البطالة وفى نفس الوقت ستكون المنتجات أرخص خاصة أن السوق المصرى كبير جداً وسيتيح المنافسة بين الشركات المصرية التى ستؤدى فى النهاية إلى انخفاض السعر وارتفاع الجودة وكل هذا من خلال محور واحد فقط ألا وهو إشباع الحاجات الأساسية للسكان، ثم بعد ذلك نقوم بخطة للتنمية يتبعها خطط أخرى مترابطة تعتمد على نقل الإقتصاد من مجال إلى مجال وهو ما يسميه الاقتصاديون بالإقلاع، فقد تمت فى عهد مبارك العشرات والمئات من المشروعات لكنها لم تكن تخدم بعضها بعضاً وليس لها منطق أنشئت من أجله، وعلى سبيل المثال مصنع الحديد والصلب الذى تم إنشاؤه ولا توجد مصانع لاستخدام الحديد مما يعد نوعاً من أنواع إهدار الطاقة والمال، فبدلاً من أن نقوم بتصنيع سيارات أو قطارات بهذا الحديد كما حدث فى عهد عبدالناصر تم تدمير الصناعات المصرية التى تستخدم الحديد ويتم الآن تصديره كحديد خام للبلاد العربية حتى أصبح لا قيمة له وأصبح يحقق خسائر ضخمة جداً، فهذا ما أردت أن أؤكد من خلاله على ضرورة أن يكون هناك ترابط وتكامل بين المشروعات بحيث يخدم بعضها البعض ويؤدى فى النهاية إلى حلقة كاملة فى مجال معين نستغنى به عن الاستيراد، ثم بعد الانتقال من هذه المرحلة ندخل فى مرحلة أخرى.
والسمة الثالثة لهذا التقدم الاقتصادى هي أن تكون الدولة هى القائد، فكل التجارب الآسيوية أثبتت أنه لا توجد تنمية اقتصادية بدون تدخل الدولة.

- وما سبب تركك لحركة كفاية؟
اعتزلت لانشغالى بشيئين؛ أولهما: أننى كنت وقتها أمين عام حزب العمل ولدى مسئولية كبيرة جداً وثانياً عندما أضيفت إلىَّ مهام الترشح لرئاسة الجمهورية لأن المعركة لم تبدأ رسمياً فهذا يتطلب مسئوليات إضافية فأصبح الوقت المتبقى لـ"كفاية" محدودًا والمفروض أن يكون المنسق العام شبه متفرغ.

- وهل تريد مصر جمهورية برلمانية أم رئاسية؟
المهم هو ضمان نزاهة الانتخابات وضمان عدم الاستمرار فى الحكم أكثر من دورتين وهذا موجود فى النظام الرئاسى وليس البرلمانى، فالنظام البرلمانى مفتوح، وأنا أميل للنظام الرئاسى مع أهمية تحقيق الشورى، فأنا مع النظام الرئاسى بمعنى أن يكون الرئيس له صلاحية معقولة، وفى نفس الوقت ليس له إلا دورتان لأنه لابد أن يكون هناك قائد للمجتمع، ولكن أن يكون رئيسًا ليست له صلاحيات أو رئيسًا شرفيًا فهذا يعد نوعاً من الترف وإلغاؤه أفضل، لكن فى نفس الوقت لا أقوم بنقل النظام الرئاسى الأمريكى الذى تكاد تكون مسئولية الوزراء فيه منعدمة ويسموهم بالسكرتارية ولكن من مصلحتى أن يكون هناك وزير عليه مسئولية ويحاسب، ففكرة تركيز السلطة فى يد الرئيس بشكل مطلق أمر غير صحيح فنحن نريد أن نصنع التوليفة الخاصة بنا ولسنا مضطرين لنقل أى نموذج.

- وماذا تقول للشعب المصرى فى هذه المرحلة الحرجة؟
أهم رسالة أوجهها للشعب المصرى هى أن كثرة الوقفات الفئوية لن تؤدى إلى شىء لأن هذه الحكومة عاجزة عن تقديم حلول، ونريد أن نركز جهودنا الآن فى الإصلاح الشامل لأن المشاكل الفردية لابد أن تحل بشكل جماعى، فحلّ مشاكل البلد يؤدى إلى حل الكثير من المشاكل الفردية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق