حوار مثير مع عمرو موسى الصندوق الأسود لخارجية مصر فى عهد مبارك

الفجر :
 رولا ميشيل


حوار مثير ومتميز أجراه الاعلامى المتميز عمرو اديب على قناة أوربت مع الدكتور عمرو موسى تحدث معه عن كل جوانب شخصية عمرو موسى وافكاره واحلامه وماضيه ايضا فهو كان بمثابة الصندوق الأسود لخارجية مصر ولديه خزينة اسرارواليكم نص الحوار بالتفصيل دون تدخل من جانبا


كيف رأيت الرئيس السابق مبارك، وما مشاعرك عندما شاهدته أثناء المحاكمة؟

- كان فيه توقع وانتظار، وهل هو مريض لهذه الدرجة؟ ولكن رغم أنه دخل على سرير، ولكن كان واضحاً فى رده، فهناك أبعاد كثيرة تتعلق بمحاكمة مبارك، وفى النهاية عصره هو المسئول عنه.

لو أنك بإمكانك أن تعفو عن مبارك هل ممكن تعمل ده؟

فى الفترة المقبلة سيتم انتخاب رئيس، والحاكم القادم، لن يكون دكتاتوراً، وهو الذى سيحكم على شخص، وسلطة القانون هى التى على أساسها سيحاكم الرئيس السابق، وسيحدد القانون والدستور سلطات الرئيس القادم.

ماذا لو أن الدستور أتاح للرئيس القادم صلاحيات العفو عن مبارك.. وتم اختيارك رئيساً لمصر.. هل ستعفو عنه؟

لو أصبحت رئيساً، وطرح مثل الأمر، فيجب أن يكون هناك توافق من الرأى العام والبرلمان والحكومة أولاً، ولا يجب أن يأخذ الرئيس القرار لمجرد التعاطف والشفقة، وأقول إن العفو ممكن، ولكن عدم العفو ممكن أيضاً.أما الأمر الثانى إذا كان فى حالة صحية متردية، ووصل إلى حالة عدم العودة، ربما يتم اتخاذ مشاورات فى هذا الاتجاه.

عملت مع هذا الرجل سنوات كثيرة.. هل له مميزات؟

لا شك أن له مميزات معينة، لأنه حكم دولة لها وزنها بحجم مصر ومكانتها 30 سنة، ومن مميزات شخصيته أنه ابن بلد بقفشاته السريعة، كما أنه يتمسك بوجهة نظره وعنيد، وأرى أن العقد الأخير من عهد حسنى مبارك هو الذى كانت به المشاكل، وأرى أنه فى العقد الأول قام بتهدئة البلد من المشاكل، ولكن العشر السنوات الأخيرة كان بها الكثير من الأخطاء التى أدت للخلل، والخمس سنوات الأخيرة ومشروع التوريث أدت للانهيار.

جئت فى استفتاء المجلس العسكرى بعد اثنين لم يعلنا ترشحهما أساساً، وهما الفريق أحمد شفيق واللواء عمر سليمان.. ما تحليلك؟

- كل المؤسسات لم تعط ثقة لهذا الاستفتاء، لأنه لم يطرح على عموم الشعب، والاستفتاء طرح على هذه المجموعة التى تتعامل مع تويتر وفيس بوك، وأنا يهمنى الشعب كله، والبرادعى تقدم بسبب تويتر، وردود الأفعال لدى المفكرين والسياسيين استبعدت التأثير الحقيقى لهذا الاستفتاء.

من بين الأسئلة التى تكررت على موقع "اليوم السابع" إزاى أرشح عمرو موسى وهو يتجاوز عمره 73 عاماً، ولن يترشح لمرة ثانية؟

ولما لا؟ إذا كان له خبرة وله اتصالات سياسية ودولية، وربما مصر تحتاج إلى هذه القيادة، وسيرشح نفسه لفترة واحدة فقط، ومصر تحتاج إلى 20 و40 سنة للإصلاح، وتحتاج إلى أن توضع على الطريق السليم نحو التقدم، ونبدأ بالخطوات اللازمة لإصلاح الخلل، لنصل إلى الأوضاع الصحيحة.

الناس تقول عنك أنك جزء من النظام السابق، ولا نريده مرة أخرى؟

- أراه كلامامرسلاً، والمسألة ليست مسألة أنه كان فى النظام فى مرحلة، وإنما كيف أدى وماذا أدى، وهل كان من الفاسدين أو المخربين، وماذا كانت مواقفه، وإذا كان الأمر كذلك، فرئيس الوزراء الحالى ينطبق عليه نفس الأمر، ونحن نريد ذوى الخبرة، طالما أنهم كانوا بعيدين عن الفساد، ويوجد وزراء من الحاليين كانوا فى الحزب الوطنى. هل لم تنضم للحزب الوطنى نهائياً؟

أبداً، ولم انضم للجنة السياسات أبداً.

* الدكتور محمد البرادعى له علامات مضيئة، منها أنه حاز على جائزة نوبل، وكان له إسهامات قبل الثورة، ويعتبر من القوة المؤثرة فى الثورة، ولكن الناس عندما تقف أمامك، وقت أن كنت أميناً للجامعة العربية توجد انتقادات كثيرة لأسباب من بينها غزو العراق والقضية الفلسطينية وغيرهما.

- شوف.. الثورة ثورة الشعب كله، ونبعت من غضب الشعب، ولا أقلل من دور د.محمد البرادعى، وكانت له مواقفه، وباعتباره حائزاً على نوبل كانت تتردد الحكومة "مرة واتنين وثلاثة" قبل أن تبطش به، لكن نحن نتكلم عن مصر المستقبل، والقيادة لمصر فى السنوات المقبلة، وأعتقد أننى أستطيع أن أقدم قيادة وريادة ورعاية لمصالح معينة، ومن خلال علاقات داخلية وإقليمة وخبرات دولية.

*لكن البرادعى ممكن يعمل كده.. ليه أسيب البرادعى واختارك؟

- أنت عايزينى أقول عن البرادعى أنه مينفعش، ولن تصل الأمور لذلك، يجب أن تختار من بين المرشحين من تراه مناسباً، حسب برنامجه.

طيب ما هى العلامات الفارقة؟-

فيه علامات فارقة، من بينهما آراء الناس وثقتهم، وأعتقد أن الناخبين سيختارون القرار الصحيح.

* هل عمرو موسى هو المفضل فى مصر، والدول العربية أيضاً؟

- فى مصر طبقاً لما نشعر به، أرى أنه نعم، وأن التأييد أكثر، وبالنسبة للدول العربية فأنا أعرفها جيداً، وعشنا نحو 10 سنوات من خلال الجامعة العربية، وربما يرون أن عمرو موسى مرشحاً مناسباً، لأنهم رأوه وتعاملوا معه.. ولكن لا أعرف هل يفضلون عمرو موسى أم لا.

* هل تنزعج عندما يقال إن تمويل حملتك من الدول العربية؟

- مفيش انزعاج، والناس بتقول أى كلام.

* قلت إنك لن تكمل فى مشوار الترشح للرئاسة إذا تم اختيار النظام البرلمانى لماذا؟- إذا كان البرلمان هو الذى سينتج الوزارة، وسيصبح رئيس الوزراء هو الحاكم، فما هو دور الرئيس، وأرى أنه طالما يتم انتخاب الرئيس، فيجب أن تكون له سلطات، وإلا "هتنتخبه ليه"، ولم أقل إننى لن أكمل، ومازلت حتى الآن أشعر أن الرئيس ستكون له سلطات.

يرى بعض الناس أن البرلمان القادم سيكون به تواجد كبير للتيار الإسلامى.. كيف سيتعامل الرئيس عمرو موسى مع التيار الإسلامى فى البرلمان وقتها؟

- لا أعتقد أن البرلمان سيكون بأغلبية إسلامية، وإنما أرى أنه سيكون لمجموعة من الأحزاب والتجمعات المتفرقة، قد يكون العدد الأكبر فيه للإخوان المسلمين، وربما ستنتهى النتيجة فى حال تحول مصر إلى دولة برلمانية إلى حكومة دكتاتورية.

لكن الاحتمال الثانى أن التيار الإسلامى سيكون له تواجد كبير؟

- هنا دور الرئيس وحجته، وتراكم العلاقات والاطلاع، ويجب أن يكون دور الرئيس رمانة الميزان، وأن يزن الأمور، ويجب أن يبدأ الأمر بكتابة الدستور.

لو أصبحت رئيساً هل ستطبق الشريعة؟

- لو أصبحت رئيساً سأطبق الدستور، والدستور فيه المادة الثانية وتنص على أن المبادئ العامة للشريعة هى المصدر الأساسى للتشريع.

يعنى مش هتطبق الشريعة؟

يعنى إيه، يعنى هلتزم بالدستور، وهذا هو الإطار الذى تحكم به الشريعة.

* فيه ناس تقول إننا لسنا مستعدين أساساً للانتخابات البرمانية والرئاسية.

- لا السؤال مش كده.. السؤال هل تستطيع أن تؤمن هذا بعد 3 شهور، وأرى أنه ممكن، لأن المجلس العسكرى يعرف أن الانتخابات لن تتم إلا بأمن جاهز، وعلى الحكومة أن تعمل على توفير الأمن.

بعض الناس التى رشحت نفسها تهتم بالتيارات الإسلامية وصوتها، هل هذا صحيح أم خطأ؟

المرشح يهتم بكل التيارات، والتواصل معهم مهم، وليس شرطاً أن تتفق معهم، ولكن يجب أن تكون أميناً وواضحاً، ومفيش كلام فى أن الدولة التى نريدها يجب أن تكون دولة مدنية، وأن الدستور الذى يحكمنا هو الوثيقة الأساسية فى حكم البلاد، وهذا ما يجب أن يحترمه الرئيس والنظام المقبل.

هل ينفع أن يكون لك نائب مسيحى ورئيس وزراء مسيحى، ووزير دفاع وداخلية مسيحى؟

طبعاً ممكن، لأنه حسب الدستور لا تفرقة بين المواطنين حسب الدين، وأنت كرئيس لا يجب أن تمنع أى عنصر من منصب طالما أنه كفء له.

لو صرت رئيساً وقيل لك إن الناس "قافلة" ميدان التحرير.

أنا مع حرية الرأى والتعبير، لكن بالتجربة صار هناك تيار ضد غلق ميدان التحرير، والتظاهر جزء من الحياة الجديدة، ولكن يجب ألا يعطل مصالح الناس، وهذه توزانات من السهل أن تتم، وأعتقد لن يكون هناك تظاهر، ونحن الآن فى مرحلة انتقالية بها التباس، ومازالت هناك أمور كثيرة تتطلب الإصرار عليها، وعندما يكون هناك رئيس، فمعنى ذلك أن الدولة قامت، وإذا كانت هناك تظاهرات ناقدة، فهناك خلل ما، فبعد أن يقرر الشعب خياره وينتخب البرلمان ويعد الدستور، يجب أن يعطى الرئيس الفرصة، وأعتقد أنه لن يكون مطلوب مظاهرات فى الفترة المقبلة.

ما رأيك فى أداء المجلس العسكرى؟

المجلس تولى إدارة البلد فى ظروف خطيرة، يجب أن نضعها فى الاعتبار، ويحكم مؤقتاً، ويجب أن نطالب أن تنتهى الفترة الانتقالية فى الفترة المحددة، وبطبيعة إدارته وتصريحات أعضائه فإنه حكم مؤقت، ويجب أن نطالب بسرعة إتمام ذلك، والأفضل أن ننهى المرحلة الانتقالية بأسرع ما يمكن

ليه الناس لديها إحساس ووهم أن الرئيس القادم لم يأت بعد؟

كل شىء ممكن، والباب مفتوح أمام مرشحين ربما جدد، ولا أستبعد وجود مرشحين جدد.



* الناس تتكلم "إزاى هيجى حد مدنى يتعامل مع المجلس العسكرى، والناس لا تفهم مثلاً كيف يتلقى الجيش تعليماته من مدنيين، وهو الذى كان يتلقى أوامره من عسكريين



مزاج الشعب متجه إلى رئيس مدنى، ومسألة رئاسة مدنى لمصر لا تتعارض مع ما تقول، ومن الحكمة ألا تتعارض، وإدارة الدولة تقتضى أن تديرها المؤسسات، والمسئولون عن إدارة الدولة هم المنتخبون، ورئيس الدولة المدنى ليس شرطاً أن يكون رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة.



* لو صرت رئيساً بعد 3 أشهر، هل تستطيع إعادة الأمن للشارع والوطن، خاصة أن الأمن هو المفتاح لكل شىء؟

- الأمن ضرورى وليس المفتاح، ولكن هذا السؤال يقتضى منى أن أكون محيطا بأسرار الإمكانات وما حدث، وبأسرع ما يمكن يجب أن يعود الأمن.

* سنجد آثار حكمك فى فترة مقدارها كام؟

- الرئيس القادم يجب أن يتصرف بسرعة فى الـ100 يوم الأولى وبأولويات محددة، والشعب المصرى ذكى وفاهم، "لو رأى الرئيس بيشتغل، هيمشى الأمور للأفضل"

.* هل ستحافظ على اتفاقية السلام مع إسرائيل، وهل ستراجع كامب ديفيد؟

- فيه معاهدة، وفيه المبادرة العربية، وستكون السياسية المصرية جزءاً من المبادرة العربية المتفق عليها فى 2002، ومقابلة الالتزام بالالتزام، والحق بالحق، ضمن الإطار العربى الأشمل، أما المعاهدة فيجب أن تظل قائمة، ونحن دخلنا فى مرحلة إعادة بناء، ونحتاج لسياسات رصينة داخلية وخارجية، ولا يجب أن يفكر الناس فى سياسات مغامرة فى الفترة المقبلة، ويجب أن نديرها بسياسة رصينة، ونحن ملتزمون بحقوق الفلسطينين، وحق الشعب الفلسطينى، والأمر ليس مسألة عاطفية، لأنها قضايا على حدودنا الشرقية، وسأحافظ على الاتفاقية ولكن بسياسة محترمة، وباتخاذ موقف متشدد ضد بناء مستوطنة أو حصار غزة.

هل ستقابل مسئولين إسرائليين وتتعاون اقتصادياً ويستمر التطبيع واتفاقية الكويز؟

- لابد من سياسة محترمة، ولا يمكن أن يكون هناك حصار ورفض للسلام والعودة للحدود، وتكون هناك علاقات عميقة كما كانت، وميصحش أن تتسامح الدولة مع حصار غزة، ويجب أن نحاول مساعدة الفلسطينيين.

هل ستتعاون مع إيران؟-

لدى وجهة نظر، أن إيران ليست بالضرورة عدواً، ويتطلب الأمر الحوار، ولدينا مآخذ على سياستهم، وربما يكون لديهم العكس.. ويجب أن يشرحوا لنا موقفهم من الجزر الإماراتية واليمن، والأمن الإقليمى والوضع النووى، وغيرها من المسائل.

كيف يرى الرئيس القادم أو المرشح المحتمل للرئاسة التعليم والفقر، وكيف يخلق حلولاً لها؟

- طبعاً أولاً يجب أن يستمع المرشح للناس ويناقشهم ليحدد أولوياتهم، والآن الفقر

أصبح شيئاً خطيراً على المجتمع المصرى، حيث أصبح هناك فقير من أصل اثنين، أى أن هناك 50% من الفقراء من إجمالى الشعب المصرى، وهذا لابد أن يؤخذ فى الاعتبار، ضمن الخطط المستقبلية للحكومة، فالفقر مأساة كبرى غير معقولة، فالناس الآن تعبانة تعبانة تعبانة، فأكوام القمامة بجوارها الخضراوات والمطاعم، حتى أصبحت أنت تشعر بقلة الأكسجين، فأنا لا يصح أنا أخاف من الشعب، بل نزلت، وخلال فطارى مع أهالى إمبابة، قال أحد الشباب إن نزولى للمنطقة جعلهم يعرفوننى بمشاكلهم، ويضعون أمامى مسئوليات والتزامات ليحاسبوننى عليها بعد ذلك.هناك الآن عشوائيات فى القرى والريف والمدن، فالبلد حدث بها خلل إثر التهميش والتجاهل وسوء الإدارة، خلال العشر سنوات الأخيرة، وبالأخص خلال الخمس الأخيرة، فى كل الملفات سواء تعليم أو زراعة أو صناعة وغيرها، والذين يقولون أن المرشحين للرئاسة يريدون المنصب نقول لهم لا، بل هى مسئولية فظيعة، يجب على كل من يجد نفسه قادراً على قيادة البلد لابد أن يتقدم.أنا أشعر بهؤلاء الفقراء، ولست خائفاً منهم وأتحمل نقدهم، هم غلابة، والفقر ضرب فيهم، فى وقت أصبحت البنية الأساسية غير موجودة، حتى إن وجدت فهى تم ضربها، وأنا حريص جداً فى جميع مداخلاتى على عنوان هو "إعادة بناء مصر وتعميق الديمقراطية والإصلاح بطريقة سريعة لتتحقق التنمية".

* الناس يريدون حداً أدنى للأجور ووظائف ومشروعات، وأنت مستلم دولة السياحة والاقتصاد فيها منهار، كيف تحقق لهم ذلك؟

- نبدأ فوراً فى دولة جديدة لتحقيق الاستقرار، ولابد أيضاً من وقف الفساد، ومن خلال الأموال الضائعة يتم تشغيلها بجوار عجلة الإنتاج المتوقفة الآن، فملف مثل الزراعة هو موضوع خطير ليس موجود فى الأولويات، فالفلاح يعانى من الكثير من المشاكل، فزراعته لا يحصد منها ما يحقق له ربحاً، وكذلك مشاكله مع البنوك والدورة الزراعية غير المطبقة، وأمورا أخرى تجعل الفلاح فى أقرب فرصة يترك الزراعة، وإذا استمر هذا فإن الجيل القادم سوف يرفضون أن يبقوا فى هذه المهنة، وهنا لابد أن ننظر للعشرين سنة القادمة، بأن توجد زراعة بشكل مختلف، بمعنى آخر، هل الفلاح الآن يحصل على حقوقه؟ وهل إصلاح الأراضى الزراعية تكفى وتعوض الأراضى الزراعية التى يتم تبويرها؟ بالطبع لا، وهنا الأمن الغذائى يتطلب أن ننتج الأساسيات، أنا مش عارف ليه إحنا معملناش كده، وإيه اللى منعنا من ذلك.

* هل رئيس مصر القادم يريد مصر دولة زراعية؟

- ليس عيباً أن تكون مصر دولة زراعية، وهذا لا يمنع أن تكون مصر دولة سياحية واقتصادية وصناعية، نعم ملف الزراعة خطير، فلو لفيت فى الصعيد فهناك حاجة مهمة أن ترى الظهير الصحراوى حوله النيل والجبل، وكذلك الرقعة الزراعية والصحراوية التى يمكن جداً بأقل تكلفة تخلق مجتمعات عمرانية وفرص عمل للشباب.وأقول وأكرر يجب أن يكون من ضمن المئة يوم الأولى للرئيس أن يتم خلق ورش عمل فى التعليم والزراعة وباقى المجالات، وأن تقدم تقريرها من قبل أناس مختصين وأهل الخبرة، وهؤلاء موجودون فى مصر بكثرة فى كل المجالات، ومنها مثل التعليم الذى يجب أن نولى اهتماماً كبيراً للمعلم ونطوره ونحترمه.

* هل ستلغى مجانية التعليم؟

- لن تستطيع أن تلغى المجانية فى بلد 50% منه فقراء، ولكن يجب ألا يحصل على الدعم ويستمتع به هؤلاء القادرون على تعليم أبنائهم فى المدارس الأجنبية.

* هل أنت مع ترشيد الدعم؟

- ليس على حساب الفقير.

* هل تؤيد الآراء التى تنادى بالأخذ من الأغنياء لإعطاء الفقراء؟

- ليست الفكرة أن تأخذ من الغنى لتعطى للفقير، لكن لابد على الدولة أن تضع سياسات تضمن للفقراء الحصول على حقوقهم، ولا مع أن يتم رفع الضرائب بشكل تدريجى من 20% إلى 23%، حتى تصل إلى 25% ونعفى الناس اللى غير قادرين.

* يعنى ذلك أنك تنادى برفع الضريبة؟-

نعم ولكن هناك معادلة، وهى أنك تريد تحقيق توازن دقيق، بأن تخدم الطبقة المحتاجة، وفى نفس الوقت تترك الفرصة للطبقة القادرة تتحرك وتنتج فى إطار القانون واللوائح التى تضعها الدولة.

* هناك من يقول أن الشعب المصرى لن يساعد الرئيس فى بناء الدولة بسبب تفشى الرشوة والجهل، هل أنت تشعر أن الشعب لن يساعدك؟

- المسألة أن الموظف العادى ليس مصراً على الرشوة، ولكن إذا أنت أصريت على إعطائه مرتب ضعيف، فأنت تجبره على ذلك، وهنا لابد أن تصدر قوانين تعطى للناس ما يكفيهم.

ما هو الحد الأدنى الذى من الممكن أن تعطيه؟

- لابد أن يكون الحد الأدنى للأجور يوفر حياة معقولة، وأضيف إلى هذا فكرة أخرى، وهى البطالة، لابد أن يكون لها بدل، وهو مبلغ يدفع عن فترة زمانية محددة، خاصة وأن البطالة ازدادت مع عودة الكثير من ليبيا، وتوقف الدخل لهم ولأسرهم، وأنا مستعد أن أعطى هذا البدل لمدة سنة، بشرط أن يدخل من يحصل عليه فى عملية إعادة تأهيل وتدريب، بمعنى أن يتم خلق مهن جديدة، وأنا سأطلب من الحكومة إعادة تأهيل مراكز التأهيل والتدريب، وكذلك الشركات الكبرى لتأهيل وتدريب العمالة، بما يتناسب مع السوق، ولدينا من يوفر الاستمثارات والمشروعات والقروض، التى يمكن أن تعمل بمجرد أن يبدأ الاستقرار، وبالتالى تدور عجلت الإنتاج وتظهر فرص العمل،ويزداد الدخل وتدفع الضرائب للدولة، وهنا ليست المسألة فى الفلوس، وإنما أن تبدأ عجلة الإنتاج تدور وتسير.فمهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي، لم يكن لديه معجزة، بل كان هناك الكثير يعارضه فى أفكاره، ولكنه نجح فى إدارة الأمور وتنفيذها بعقبرية عبر اعتماده على أهل الخبرة، مع أننى أتمنى أن تكون مصر مثل إلمانيا التى بدأت بالمعجزة الاقتصادية.نحن الآن نحتاج إلى إدارة حازمة تدور على العقلية فى كل مجال وتستثمرها، إدارة جديدة مخلصة لمصر، تريد لها الاستقرار الأمنى والحنكة السياسية.

هل سيكون لك نائب؟

- من المصلحة أن يعلن اسم النائب أو النواب خلال الانتخابات، فهناك شخصيات محترمة فى مصر، ولا مانع أن يكون هناك أكثر من نائب، ولكنى لم أحدد أحداً حتى الآن، ولم أفاتح أحداً فى أن يكون لى نائباً.

* هل سيكون النائب مدنياً أم عسكرياً؟

- نائب مدنى ضرورى، وممكن يكون نائباً عسكرياً، وممكن يكون سيدة.

* هل ترغب فى أكثر من نائب؟

- نعم.

* من المرشح الذى تقلق منه؟

- لست قلقاً من أحد، وأعتقد أن الفرصة كبيرة ومواتية، فأنا لست منزعجاً من أحد.* ومن هو أكبر واحد أو اثنين من المرشحين الذين تنظر لهم؟

- طبيعى جداً المتابعة والمراقبة للمرشحين، فأنا على علاقة طيبة بالدكتور محمد البرادعى، وحمدين صباحى، والمستشار هشام البسطويسى.

* عمرو أديب: من هو المرشح الذى تراقبه كما أفعل فى مجال الإعلام؟

- عمرو موسى يسأل: طيب من أكبر الإعلاميين الذين تراقبهم وتتابعهم؟* رد عمرو أديب: أتابع وأراقب منى الشاذلى وإبراهيم عيسى.

- وتساءل موسى: وهل يزعجك أحد؟*

فرد أديب: إزعاجهم لى قادم من المنافسة.

- فتساءل موسى: هل أنت راضٍ عن نفسك؟

* فرد أديب: نعم.- فقال موسى: وأنا أيضاً راضٍ عن نفسى.

* هل وارد أن الثلاثة أو الأربعة المرشحين يحدث بينهم توافق على شخصواحد؟

- لا أعتقد أن هذه التوافقات ممكن أن تحدث الآن، فالمسألة ليست هكذا، بل نحن ممكن أن نتفاهم حول موقف معين لظروف معينة، وبالفعل حدث أن جلسنا نحن الأربعة سويا، وتبادلنا وجهات النظر فى مواقف معينة، وتوافقنا على بعض المواقف، كما تعارضنا على البعض، ومنها المبادئ الدستورية التى كان لكل واحد من المرشحين الأربعة رأى مختلف عن الآخر.

هل أمريكا تتدخل فى اختيار رئيس مصر؟

- أرجو ألا يحدث هذا، فالمواطن المصرى خلال الانتخابات المقبلة، جاء ليضع صوته، وهو الذى سيحسم الانتخابات، ولكن هذا لا يعنى أن أمريكا لا تتدخل من أجل مساندة أحد الأشخاص المرشحين من أجل حماية مصالحها، خاصة أنهم قد رسموا خريطة الشرق الأوسط الكبير من قبل، ولكن فى النهاية المصريون هم من سيختارون الرئيس القادم.*

وما رأيك فى مداعبة الأمريكان للتيار الإسلامى فى مصر؟

- هذا ليس جديداً، لكنه الآن أصبح بشكل معلن، فالتجارب الناجحة للتيارات الإسلامية، ومنها تركيا الذى يحكمها الآن التيار الإسلامى، هو نموذج جيد، والتعاون ممكن أن يكون، ولكن الأتراك لكى يحققوا ذلك مروا بسنوات طويلة، ومصر الآن تفتقد لهذه المراحل، فالأمريكان الآن يسألون، خاصة أن الإخوان المسلمين فى الماضى كانوا خارج النظام، وهم الآن أصبحوا جزءا منه.

* لو ربنا أراد وانتخبت رئيساً لمصر.. ما هو أول قرار ستتخذه؟

سألغى قانون الطوارئ.

* وماذا فعلت للقدس عندما كنت أميناً للجامعة العربية؟ وماذا فعلت أيضاً للدول العربية لتوحيدها؟

- هذا سؤال مبسط، لأننى فعلت الكثير مما يخدم القضية الفلسطينية، ودافعت عنها دائماً، ومازلت على الجانب الشخصى أحاول تقريب وجهات النظر، ولكن هناك جانب آخر على الشعوب والدول العربية نفسها بذل جهد أكبر لمحاولة التقارب، فالجامعة العربية لم يكن عليها الدور كاملاً، ولكن عملية التوحيد والتقارب بين الدول العربية تأتى عن طريق التضامن والتفاهم فى الأحداث الواحدة.

* أين سيسكن عمرو موسى إذا انتخب رئيساً للجمهورية؟

سأمكث فى بيتى الذى أسكن فيه حالياً، ولن أكون فى القصر الجمهورى إلا فى أوقات العمل فقط.

* هل أنت مستعد لأن تقدم للمحاكمة كما تم مع الرئيس السابق مبارك؟

- أصبحت الفكرة الراسخة لدى الكثير أن الرئيس لا يحق أن يقدم للمحاكمة، ولا أعتقد أن الرئيس القادم لمصر سيعبث مع الشعب، لأنه سيحكمه مناخ الديمقراطية، ووجود ضوابط دستورية تحكمه، وستكون هناك محاكمة للرئيس إذا أخطأ.

ما هو موقفك من تصدير الغاز لإسرائيل.. هل سيتم إيقافه؟

- الرئيس ليس له كل الصلاحيات فى أن يقول ذلك، فهناك مجلس شعب يأخذ قرارات، والرئيس يقول رأيه فيها، وإذا تمت الموافقة من جميع الأطراف، سيتم التصديق على ذلك لأن الصلاحيات تأتى من مؤسسات الدولة، وعملية تصدير الغاز لإسرائيل حولها علامات استفهام كثيرة.

* هناك اجتماع موسع جمعك مع البرادعىقبل الثورة.. فى أى نقاط تشاورتم؟

- هذا الحوار جمعنا للتناقش فى حال البلد، وكان حواراً عاماً، واتفقنا على أن الأوضاع فى مصر كانت تحتاج إلى عملية تغيير كبير.

* لو حدث ونزل الشعب إلى الشارع وطلب منك التنحى ماذا ستفعل؟

- لا أعتقد أن هذا سيحدث، لأن الرئيس القادم سيكون تحت ضغط كبير، وعليه مسئولية كبيرة، وعليه أن يفعل ما يستطيع لموازنة الأمور بالشكل الذى يرضى الشعب.

أنت هلاوى أم زملكاوى؟

أشجع النادى الأهلى، وكذلك أشجع اللعبة الحلوة.

ما هى نوع الموسيقى التى تحب الاستماع إليها؟

- عمرو موسى: الموسيقى العربية، وكذلك أميل إلى الموسيقى الأجنبية فى بعض الأحيان.

*ومن من المطربين الحاليين تحب الاستماع إليه؟

- أستمع لكل أغانى الشباب.

هل سيسمح عمرو موسى أن يتم عمل أغانى باسمه؟

لن أسمح بأن يقوم التليفزيون الرسمى أو أشخاص بالغناء باسم الرئيس أو مدحه على الإطلاق.

ما هى حدود وظيفة حرم الرئيس؟

- لا وظيفة لها، أما إذا كان لديها دور اجتماعى تقوم به فلا مانع منه، ولكن ليس لها الحق فى التدخل بأى شكل من الأشكال فى السلطة، وكذلك ينطبق الأمر على أبنائى، فإذا أرادوا مساعدتى فسيكون على الجانب الاجتماعى دون التدخل فى الأمور السياسية.

* ما هو الطعام المفضل لعمرو موسى؟

الفول والطعمية من أطعمتى المفضلة، وهذا ما كنت أفعله فى الجامعة العربية، فكنت أعزم كل الزوار أو المسئولين على سندوتشات فول وطعمية وطرشى، وعندما كانوا يريدون التغيير نأكل أى شىء آخر، أو نذهب إلى مطعم بيتزا.

: مرتب الرئيس كام؟

يجب أن يكون المرتب محدداً، فإذا كان الرئيس يقوم بالإنفاق من ميزانيات الدولة، سواء على الاجتماعات أو اللقاءات وغيرها، فيجب أن يكون المرتب رمزياً، أما إذا كان الرئيس يقوم بالإنفاق من ماله الخاص، ومن بيته فيكون المرتب أكبر أو كويس.

هل ستمانع بالدخول فى مناظرات مع باقى المرشحين؟

بالعكس هذا شىء جيداً، وأنا أول من سيدعو لعمل مناظرات، وسيتم ترتيب ذلك مع باقى المرشحين.

* ما هى الكلمة التى تريد توجيهها إلى الشعب المصرى؟

* أولاً أهنئ الأمة العربية والإسلامية بشهر رمضان الكريم، وقدوم عيد الفطر المبارك، وثانياً على الشعب أن يثق بأن ثورتهم ثورة طاهرة قوية، أطاحت بنظام دكتاتورى، وأن يثق فى أن مصر ستخرج من هذه الأوقات العصيبة بصورة جيدة، وسنكون فى صورة أفضل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق