مجدي حسين في الجيارة: حكومة شرف ليست حكومة الثورة


 
العقاد ومجدي حسين والشخ غزال والجندي
العقاد ومجدي حسين والشخ غزال والجندي
جريدة الشعب الجديد :
كتب: 
عبد الرحمن كمال
* من يتهم الشعب بأنه غير واع يسب الشعب وثورته. 
المطالبون بتأجيل الانتخابات يخشون السقوط إمام الإسلاميين.  
 
نظم حزب العمل بالتعاون مع ملتقى العقاد الثقافي مؤتمراً جماهيرياً بمنطقة الجيارة بمصر القديمة حول قانون مباشرة الحقوق السياسية ومدى تفعيله وتعريف الناس بأهمية المشاركة السياسية، وقد حضر المؤتمر رئيس الحزب مجدي أحمد حسين والدكتور محمد العقاد والشيخ عبد الحفيظ غزال إمام وخطيب مسجد الفتح برمسيس والمهندس عادل الجندي أمين الحزب بمصر القديمة وعصام شاكر أمين التنظيم بمصر القديمة وضياء الصاوي أمين شباب الحزب وشاعر السويس عبود حداد والأديب الصحفي محمد عبد الله القاضي وجمع غفير من أهالي مصر القديمة والمنيل.
 
بدأ المؤتمر بكلمة للدكتور محمد العقاد الذي قال أن الهدف من المؤتمر هو أن يعرف الناس أهمية المشاركة السياسية خاصة أنه على الجميع المشاركة في صنع مستقبل البلد بعد الثورة العظيمة والتي من أفضل مكتسباتها انقراض السلبية فمن حق الشعب وواجبه في نفس الوقت أن يطلع على القانون الذي وُضع عام 1956 ولم تُتاح الفرصة للشعب لمناقشته نظراً للظلم والاستبداد الذي فرضه نظام مبارك الذي انتهى إلى غير رجعة وكان من أبرز دلائل ذهاب هذا النظام خروج جموع الشعب ليُدلي بصوته في الاستفتاء يوم 19 مارس فقد حان وقت سداد الدين لمصر.
 
فيما أعرب شاعر السويس والمقاومة عبود حداد عضو حزب العمل والذي جاء خصيصاً من السويس لحضور المؤتمر عن سعادته لتواجده في مصر الروح والأصالة مصر القديمة التي تمثل جوهر مصر الحضارة وألقى حداد بعض من أشعاره التي ألهبت الصدور وأثلجت القلوب.
 
كما ألقى الناشط السياسي والأديب الصحفي محمد عبد الله القاضي قصيدة كان قد كتبها في ميدان التحرير .
 
أما مجدي أحمد حسين فقد بدأ كلمته بالاعتذار إلى أهالي مصر القديمة لعدم استطاعته للقائهم كل يوم جمعة كما كان متبع وذلك لارتباطه بندوات في كافة محافظات مصر ليس من أجل الانتخابات ولكن من أجل الحفاظ على الثورة وتسليم السلطة، لكنه لا يستطيع الاستغناء عن هذه اللقاءات التي كان يكلفه الواحد منها ستة أشهر سجن إلا أنه مشتاق إلى أهله بمصر القديمة التي لن ينسى التاريخ أن من أهم المظاهرات التي خرجت وقصمت ظهر النظام وأمنه المركزي مظاهرات جامع عمرو بن العاص وميدان الباشا ومصر القديمة والمنيل وأكد رئيس الحزب أنه لم يكن يستطيع التحدث بكلمة واحدة في جامع عمرو لولا وقوف الناس بجواره وأنه سبق وأن قال على مبارك أنه خائن ولص وطاغوت وهو ما نشرته الأهرام مؤخراً كما سبق وأن تناول قصة حسين سالم في جامع عمرو وما يفعله من تصديره للغاز المصري إلى إسرائيل مما ووفر لها حوالي 40% من استهلاكها الكهربائي مقابل عجز مصري في الكهرباء وصل إلى 20% ، كما أنه باع الغاز إلى إسرائيل بعُشر سعره العالمي ووضع أموال الشعب في جيبه ثم تطالبنا المحكمة بمستندات فهل من يسرق يكتب عقود؟! وعندما سجنوني في عام 2009 لم تكن غزة فقط هي السبب بل لأني قلت على "رمز" مصر مبارك أنه خائن وعميل.
 
وأكد مجدي حسين على علمه بحالة الإحباط التي أصابت الشعب المصري لأنه لم بشعر بأي ثمار للثورة حتى الآن وهناك العديد من المشاكل لم تحل بعد، وذكر حسين انه علينا أن نعرف المشكلة الرئيسية التي تساعدنا على حل المشاكل كلها.
 
وعن المجلس العسكري، شكر مجدي حسين له انه لم ينفذ طلب مبارك بأن يذبح الشعب المصري أثناء الثورة إلا انه أكد في نفس الوقت أن ذلك ليس مبرراً له ليتحكم في مصر كما انه وعد بتسليم السلطة فعليه أن يفي بوعده فالحلقة الأهم الآن هي استلام المدنيين للسلطة وعودة العسكريين إلى ثكناتهم وإلا ستكون الموجة الثانية من الثورة فالشعب المصري مستعد للشهادة ولن يهزم أبداً ولن يفرط في حقه وابرز دليل على ذلك هو خروج الشعب كله للتصويت على الاستفتاء في 19 مارس حتى منتصف الليل، كما أشاد رئيس حزب العمل بالخطوة التي أقدم عليها المجلس العسكري بان جعل التصويت بالرقم القومي الذي لا يمكن فيه التزوير .
 
وأضاف حسين أن كل من يتهم الشعب بأنه غير واعي فهو يسب الشعب وثورته وكل من ينادون بتأجيل الانتخابات يخشون سقوطهم أمام الإسلاميين لذلك فهم يريدون كتابة الدستور على مزاجهم الخاص لكن تدين هذا الشعب لن يمكنهم من غرضهم هذا التدين الذي لازم المصريين منذ التاريخ القديم للدرجة التي جعلت الفراعنة ينشغلوا ببناء المعابد والمقابر لإيمانهم بالحياة الأخرى، ونوه حسين على أن المجلس العسكري عاقل ولن يستجيب لهؤلاء المطالبين بتأجيل الانتخابات لان ذلك يساعد على نقل السلطة لممثلي الشعب المنتخبين .
 
كما أكد مجدي حسين أن حكومة شرف دخلت التاريخ من أسوأ أبوابه بإتباعها نفس أسلوب نظام مبارك فلا يصح أن نطلق عليها حكومة الثورة فكل أعضائها كانوا في لجنة السياسات التي كان كل هدفها تنفيذ مخطط أمريكا في تجويع وإفقار الشعب المصري والتي حالت دون تحقيق مصر الاكتفاء الذاتي من القمح للحد الذي وصل بمبارك في اجتماع ثلاثي عقده مع القذافي والبشير في 1990 حيث عرض البشير على مصر أن توفر ثلاثة ملايين فدان تزرعها مصر قمحاً وعرض القذافي أن تتبنى ليبيا المشروع من الناحية المالية وذلك وقت أن كان القذافي عدواً لأمريكا قبل أن يلحق برفقائه الحكام التابعين لأمريكا إلا أن رد مبارك كان صادماً فقد قال –حسب رواية البشير والقذافي- "انتم عايزين أمريكا تودينا في داهية أمريكا منعتنا من زراعة القمح" وذلك لأن مصر هي المستورد الأول عالمياً للقمح الأمريكي والخامس استيرادا للذرة، وكلها حبوب مهندسة وراثياً مما جعل مصر أولى دول العالم إصابة بالسرطان وأمراض الكبد والفشل الكلوي وهذه النسبة متقاربة في كل الدول التي ترتبط زراعياً بإسرائيل مثل قطاع غزة، فكم كانت الدقة الإلهية عندما جعلت الجميع مسئول عن هذا الفساد" ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"
 
وأضاف مجدي حسين أن مصر ليست اقل من تركيا التي لم تزور فيها الانتخابات من ثلاثين عاماً فالشعب هو الذي يختار من يحكمه فأصبحت تركيا في ثماني سنوات رقم 16 على العالم اقتصادياً وارتفع دخل الفرد فيها من ألفي دولار إلى أحد عشر دولاراً في السنة فالحكومة هناك تعمل تحت رقابة شعبية، وإذا طبقت مصر ذلك ستصل إلى مستوى مقارب لتركيا وسيصبر الناس لأنهم سيشعرون ببوادر أمل في الإصلاح .
 
وختم مجدي حسين حديثه قائلاً أن ثقته بالله لا تتزعزع فقد كان هو وحزب العمل من أوائل المبشرين بالثورة وكانوا أول من دعا إليها وآمن بها وانه لم ييأس في اكتمالها وان ثقته في الشعب نابعة من ثقته في الله "فلا تجتمع أمتي على ضلالة" فهذا الشعب لا يخشى من الحرية التي دافع عنها بروحه ودمه.
 
وتحدث الشيخ عبد الحفيظ غزال إمام وخطيب مسجد الفتح برمسيس عن نقطتين هامتين هما مناسبة الإسراء والمعراج والدروس المستفادة منها وأوجه الشبه بينها وبين الثورة المصرية فقد سبق كل منهما ظلم شديد لكل من يقول "لا اله إلا الله"، وتحدث أيضا عن قضية الدستور وأكد انه يجب مراعاة جميع طوائف الشعب وانه من أفضل الدساتير على الإطلاق هو دستور الله لأنه هو الخالق الذي خلق وقدر فهدى فهو أدرى بخلقه من أي أحد ودستوره ينفع لكل الأزمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق