مجدى حسين : لتكن وحدة قوى الثورة هدفنا الأول

موقع العمل نقلا عن الدستور :
الكاتب: مجدى أحمد حسين
لا أوافق على حالة الاستقطاب التى يدفع إليها كثيرون فى وسائل الإعلام والدوائر السياسية بين الإسلاميين والعلمانيين من الطرفين، فقد كان هذا هو السبيل دائما لإشغال النخبة والأمة فى معركة جانبية حتى تظل البلاد تحت نير الاستبداد والتخلف والتبعية. والآن بعد الثورة لا يجوز أن نعود لهذا المسلسل الممل. فالثورة لم تنجح إلا بوحدة الأمة بكل قواها وأطيافها وتياراتها، وإصرار الجميع على التوحد من أجل تحقيق الهدف المشترك (إقصاء الطاغية). والمرحلة الثانية من الثورة لا تقل أهمية وتحتاج لذات الوحدة الوطنية. فأهداف الثورة الأساسية فى مرحلة البناء: الحرية - العدالة - التنمية - الاستقلال، أهداف لا خلاف عليها من حيث المبدأ وإن وجدت خلافات فى التفاصيل أو فى المنظور الفكرى الذى ينعكس بالتأكيد على شكل التطبيق السياسى والتشريعى، وقلنا أن هذه الأمور تحل بالحوار والتوافق مع الاحتكام فى نهاية الأمر لصندوق الاقتراع. ولتظهر هذه الخلافات خلال الحوار وخلال البرلمان أو الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور، ولكن لا يصح أن تتحول إلى شكل من التلاسن والحملات الإعلامية المخططة كما يجرى الآن. إن محور الصراع الحقيقى ما يزال بين الثورة بكل اتجاهاتها من ناحية وبقايا النظام المخلوع والعناصر الموالية للحلف الصهيونى الأمريكى. نحن لا نزال فى حالة تحرر وطنى من استعمار غير تقليدى أخذ شكل القواعد السرية (أو التسهيلات) ورهن اقتصاد البلاد وقرارها السياسى لأمريكا من خلال القروض والمعونات.
والمسألة التى تطرح نفسها الآن بعد الديمقراطية التى انتزعت انتزاعا من فك الأسد ولا تزال تحتاج للمزيد من التقنين والضمانات، المسألة التى تطرح نفسها الآن كقضية أولى هى مسألة الاستقلال الوطنى. فأهم من التحرر من الطاغية كشخص التحرر من النفوذ الأمريكى الصهيونى وتدخله السافر فى شئوننا الداخلية، وأن يكون القرار السياسى مصريا صميما، وأن نعود الولايات المتحدة على التعامل معنا من الخارج فى علاقة بين بلدين مستقلين ذى سيادة لا من الداخل باعتبار أن أمريكا طرف مباشر فى حياتنا الداخلية بدءا من قوانين الأحوال الشخصية انتهاء بقراراتنا الاقتصادية وسياستنا الخارجية تجاه العرب والمسلمين والعالم بأسره. ومن يخرج الثورة عن هذا المسار الأساسى لها هو الذى يخرج منها، ويتعين على الثوار الحقيقيين أن يواصلوا طريق تحرير مصر من كل هذه الأغلال الخارجية التى فرضت علينا على مدار 3 عقود.
مهمتنا الرئيسية استعادة استقلال مصر لا الدخول فى معركة مع مختلف التيارات الليبرالية أو اليسارية أو القومية (أو إن شئت: التيارات العلمانية الوطنية).
مجدى أحمد حسين
magdyahmedhussein@gmail.com
علامات - الدستور المطبوعة - 4 يونيو 2011
*****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق