الشيخ حازم صلاح ابو اسماعي |
أكد الشيح حازم صلاح ابو اسماعيل، المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية القادمة، أن الكثير من المشايخ والدعاة والوعاظ كان لهم مساهمة فعالة فى الشارع المصري خلال عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك .
جاء ذلك خلال حوار الشيخ صلاح مع الكاتب الصحفي ابراهيم عيسى فى برنامج " فى الميدان " على قناة التحرير، مساء الثلاثاء الماضي .
ووجه ابراهيم عيسى سؤالا للشيخ صلاح حول الدعاة والوعاظ وغيابهم عن المشهد فى عهد مبارك والذين كان يمكن بأصواتهم وتاثيرهم وخطبهم ان يشكلون قوة دافعة ومحركة ومحرضة نحو الحرية والديمقراطية .
واعطى عيسى مثالا على ميدان التحرير الذى كان خاليا منهم، بل على العكس كان هناك عدد من الدعاة على درجة من تجميل الاستبداد أو الرضوخ له، وكان لديهم تشريع دينى للخضوع للاستبداد .
فاجاب ابو اسماعيل قائلاً: " أن هذه الصورة مخالفة تماما للواقع، يجب عدم التعميم بعدم اشتراك السلفيين فى الثورة ويجب مشاهدة محاضرات الكثير من المشايخ التى كثيراً ما هاجمت مبارك قبل الثورة، ولكن فى ميدان التحرير كان هناك عشرات من العلماء المشهورين، بالاضافة الى ان معتقلات حسنى مبارك لم تخلو من أسماء عظيمة فى مجال الدعوة الى جانب من اضطروا للسفر خارج مصر" .
وأضاف المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية القادمة:" ان عدد كبير من العلماء المسلمين قد كتبوا فى الصحف كتابة نضالية لم يكتبها ولا يسارى ولا ليبرالى ولا شبابى، وهناك من جاهد وتحدث فى المؤتمرات لانه كان محظورا الدعوة فى المساجد وهم كانوا مجبرين على التحدث فى أمور محددة وإذا تحدث عن السياسة والحرية تعرض الى الاعتقالات والمنع من الخطابة" .
واشار الشيخ صلاح انه يمكن تقسيم الدعاة الى فئتين، فئة منهم لها عطاء سياسى، والفئة الاخرى ليس لها سوى الحديث فى الاسلام والشريعة، كلا منهم حسب قدراته وامكانياته .
ووجه ابراهيم عيسى سؤالا قائلا:" لماذا إذن الداعى أو العالم الاسلامى الذى كان يتحدث فى الوضوء والصلاة يتحدث الآن فى السياسة، فهل يعقل ان علمه زاد وتطور فى الامور السياسية ويدلى بتصريحات فى الحياة السياسية خلال 5 اشهر السابقة ؟
ورد الشيخ صلاح بقوله :" انه كان هناك من 30-40 عالما متواجدين فى ميدان التحرير يحثون الشباب على النضال، ولكن الدعاة والوعاظ مثل كل الفئات هناك من يخطىء وله جرائمه، وهناك اشخاص كل العصور وهناك من تورط و ادرك انه تورط" .
وعن مئات الالوف المؤيدين لهؤلاء الدعاة والذين كانوا ملتزمين بأوامر أمن الدولة، قال ابو اسماعيل:" ان هؤلاء الاشخاص كان مجنى عليهم مثل بقية المجتمع وفئاته من حركات سياسية واحزاب وصحفيين" .
وحول سؤال عيسى عن انحسار الدعاة فى الحديث عن الوضوء والرقائق والشعائر والطقوس وحرية المرأة وترك موضوعات أهم كثيرا مثل مهاجمة الظالم والدفاع عن الحرية والديمقراطية، رد ابو اسماعيل:" ان كتاب " فقه السنة للسيد سابق " به عدة أبواب فهناك باب للوضوء وأخر لسياسة الحكم، وهناك داعية يتناول هذا الباب وأخر يتناول باب اخر، وان الخمسة شهور الماضية كانت فرصة للدراسة والتعمق وللوعى العام، وان هناك علماء معترضين على اداء المجلس العسكرى " .
واضاف الشيخ صلاح: " ان مصر قامت فيها الكثير من الثورات فى العديد من العصور وكان بعضها يقودها علماء اسلاميين، وعلى جميع الدعاة القيام بدورهم لتوعية الجماهير فى هذه الفترة الحرجة" .
وأكد الشيخ حازم أنه ضد فكرة الدستور أولا أو الانتخابات أولا، فهو يرى الثورة أولا فهو مع انقاذ مصر وعدم التركيز على محاكمة مبارك وأعوانه ولكن الأكثر أهمية هو حماية الثورة والحفاظ على مطالب الشعب التى قامت من اجلها الثورة .
وعن تكفير التيارات الاسلامية لأى مخالف لها والبحث فى ضمائر الاخرين، أكد الشيخ انه من حق السلفيين ان يقولون مالا يعجبهم فى العلمانيين والعكس صحيح وان يكون الصراع على بناء قواعد الدولة .
وعن ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة الغير مؤكد حتى الآن موعدها أو قواعدها، أكد الشيخ ان هذه جريمة كبرى يرتكبها القائمون على الأمور، فليس محدد حتى الأن هل مصر ستكون دولة دينية أم مدنية، رئاسية أم برلمانية، الانتخابات فى ديسمبر أم نوفمبر، كان يجب تحديد كل هذه الأمور بعد سقوط مبارك مباشرة، وتسائل الشيخ لماذا لم يتم تغيير قوانين مبارك للجمعيات وللصحف والأحزاب، ولكن هذه الحالة من الغموض لها خطورة كبيرة، وهناك أيادى تحاول عودة نظام مبارك والبقاء على الدستور وابقاء مجلس الشعب بنظامه القديم .
ونفى الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل، المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية القادمة، أن السعودية تمول الوهابين والسلفيين فى مصر كما تمول امريكا الليبراليين .
وحول سؤال الولاية فى الاسلام هل هى للعلم والصلاة والزكاة واقامة الليل أم للكفاءة والقدرة على خدمة الشعب، اجاب الشيخ: " فليس كل من يصلى وملتحى يخشى الله ويمنح الناس حقوقها، وانه عندما يقدم المرشح نفسه يقدم برنامجا أو مشروعا وليس مهما علاقته بربه" .
واضاف الشيخ: "خير من استأجرت القوى الأمين"، وقد عانى الشعب ممن لا يخشى الله ومن لايصلى لا يصلح مطلقا ان يكون رئيسا للجمهورية" .
وحول تكفير التيارات الاسلامية لكل خصومها وابرازهم كملحدين، اشار الشيخ إلى أن الانسان الذى لا يطيع الله فهو كافر، والحس الشعبى هو الحكم، والفكر الاسلامي ليست علاقة الانسان بربه فقط ولكن يجب أن تنعكس على تعاملاته مع شعبه، ولا يمكن قبول شخصا من النظام السابق تعامل مع هذا الظالم .
واختتم الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل حواره قائلاً: " الاسلام يأمرنا بأن نقف أمام الحاكم الظالم ومن شروط الحاكم فى الاسلام الدين، ولا يصح ان يكون الرئيس زانيا او شاربا للخمر، واذا اتى مرشح للرئاسة اكثر طاعة منى لله فأننى سأدعو الى التمسك به" .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق