عمـــر مرسي يكتب: الآن ... الآن ... و إلا فلا ... نداء لكل مواطن مصري

الدستور الاصلى :
محمد مرسي رأي ورؤى

ثورة 25 يناير

لم يكن خروج أهل الكهف من كهوفهم يوم الجمعة 29 يوليو رافعين علم دولة أخرى (!!) مفاجأة إلا لمن كانوا يعيشون فى كهوفهم الخاصة بعيدين عما يجرى في ربوع مصر .... حيث لم يسرق النظام السابق بقيادة عصابة آل مبارك و بطانته و حاشيته مصر و يفقرها و يستعبد أهلها بل خرب اقتصادها و صحتها و تعليمها و حول موظفيها إلى متسولين و قابلي إحسان و صدقات و طال الفقر ريفها أساس عمرانها و حضارتها .. و لم يعد أمام الفقراء في الريف المصري إلا ركوب عبارات الموت بحثاً عن حلم النجاح فى اللحاق بدول غنية من دول الغرب الاوربى أو اللجوء للكهوف و العزلة و الشرنقة الدينية .

و هكذا رأينا المشهد المبكى المضحك آلاف الشباب الذين قاموا في ذي و سحنة من يقدمون تمثيلية من القرون الوسطى رافعين شعارات أوهمهم قادتهم ( الذين تعاون كثير منهم مع كل السلطات و النظم السابقة بدءا من الاحتلال الانجليزي و سلطة القصر و حتى سلطة المجلس العسكري ) بان خلاصهم و نجاتهم في هذه الشعارات !!

انظروا الصومال و قبلها أفغانستان و مأساة السودان الذي للآسف سيتفكك أكثر و أكثر تحت حكم سلطة مستبدة تتمسح في شعارات إسلامية و الإسلام منها براء !

إن عالمنا العربي أصيب في النصف قرن الماضي بظهور اشد الفرق تخلفاً في تاريخها مستمد الدعم الفكري و السياسي من قادتهم بأفغانستان و باكستان و هو فكر لا إنساني معادى للأخر لمجرد اختلافه و هو أساس كل عنصرية و طائفية و بالتالي يقود الى التدمير سواء كان الذات أو الآخرين !

ايها المصريون ...... وطننا عاش ألاف السنين كدولة متحضرو قبل ظهور المسيحية و الإسلام و عاش المصريون جميعاَ سواسية تجمعهم نفس الحدود و الأرض و نفس النهر الذي تجمعوا حوله و بنوا دولتهم التي ازدهرت لفترات و عانت لفترات أطول من الاحتلال و التسلط من حكامها الأجانب و هاهم أجانب من نوع جديد قادتهم من أنصار الهكسوس يتحدثون اللغة التي نتحدثها و يخدعون ألاف الشباب من فقراء الريف و المدن و بتبجح غريب و شاذ يرفعون علم دولة أخرى حتى و لو خدعونا بوضع اسم الجلالة عليه و هي خدعة صهيونية لن ينخدع بها إلا البلهاء و الجهلاء !

أن من يريدون شراً بمصر كثر من أول ممثلي احتكارات البترول و السلاح و الولايات المتحدة الأمريكية مروراً بالاحتلال الصهيوني إلى مملكة الشر المجاورة كلها لا تريد مصراً وطنا قوياً موحداً ديمقراطياً بل يريدونها مفتته ضعيفة تحكمها سلطة مستبدة فاسدة قابلة للتلاعب بها و الضغط عليها لتصير لعبة فى ايديهم !

أن المعضلة ألان ليست في الانتخابات اولاً أم الدستور اولاً ؟ بل تكمن فى المخطط ( الخيالي ) لتفتيت مصر و ها هى بداياته الفعلية و إلا فليفسر لنا أحدكم الغموض المجرم فى أحداث العريش !! و كم الغموض المجرم فى أحداث العباسية و مئات المصابين فى مؤامرة رخيصة ردت فيها عصابات منظمة مجرمة على محاولة قد تكون حمقاء لشباب مخاص و طنى و شريف ، بكل الغوغائية و القسوة و الانحطاط !

إنه من لثوابت الوطنية و التى من التأكيد عليها و على كل مصرى أن يحدد موقفه منها إن الجيش المصرى الوطنى هو جيش الفقراء – جيش عرابى – من فلاحى مصر و فقراء مدنها و إلا فليقل لى أحد ان هناك جندى من ابناء الصفوة الغنية فى البلد بعد ان عاد نظام البدلية فى ثوبه الجديد و الغرامة الحالية التى تدفع الآن لمن تجاوز سن الثلاثين دون أن يتقدم للتجنيد ( و لن نقول التهرب من التجنيد )

و بالتالى فالحديث عن خلاف بين الجيش و الثوار هو من باب المغالطة و التعمية على حقيقة الوضع وهى أن هناك خلاف بين من قاموا بالثورة و املوا فيها و بين المجلس لعسكرى الذى يمثل جنرالات الجيش و قياداته و كما هناك اختلاف بين الشعب و نظام حكمه أو رئاسته أو وزير و إلا عدنا لتقديس و تأليه القيادات و المسئولين !!

و هو خلاف معروف و على موضوعات تخص جميع حاضر و مستقبل هذا الوطن و إدارة أموره التى باتت تخص جميع المصريين و لا يحتكرها أو يختص بها قطاع أو فئة كما كان يحدث قبل الثورة . و هذا حجم الموضوع الذى تغذيه أطرافاً شريرة فى الداخل و الخارج ، و للأسف يستجيب لهذه الأطراف – لا نعرف بوعى أو بدون وعى – قطاعات من الجانبين !!

و على هذا نحن نرى ( و لا ندعى سبقاً أو انفرداً او أحتكاراً فيما نرى ) أن الأوان قد آن لأن ينهض تيار وطنياً مصرياً يؤمن بثوابت فوق حزبية و فوق عقيدية منها :

اولاً : أن الخطر الأساسى و بالتالى المهمة الأولى هى الحفاظ على وحدة التراب الوطنى و تماسك كل أجزاء الوطن بحدوده المعروفة منذ الاف السنين و ان هذه مهمة القوات المسلحة الاساسية و التى نشأت عقيدتها القتالية على أساسها .

ثانياً : و يترتب على المهمة الأولى و المبدأ الاول : الحفاظ على وحدة من يسكنون و يعمرون هذا التراب و هذه الحدود و هى وحدة الشعب المصرى بكل دياناته و طوائفه و طبقاته و حرية هؤلاء السكان و مساوتهم جميعا ً امام الدستور و القانون لا فرق بين ذكر أو انثى أو مسلم و مسيحى أو صاحب أية عقيدة .

ووفقاً لهذين المبدئين : وحدة الارض ووحدة السكان و الحفاظ على سلامة الاثنين تنشأعقيدة جديدة لجهاز الشرطة المدنى ( قبل 1952 ) كان سراج الدين باشا وزيراَللداخلية( و هو قانونى و ليس ضابطاً ) مهمته الاساسية الحفاظ على سلامة مواطن الدولة و ليس الحفاظ على من يجلسون على كراسى الحكم . أمن الوطن ( المواطنين ) و ليس أمن النظام الحاكم !

ثالثاً : إن من قاموا بالثورة رافعين شعارات الحرية و الكرامة و العيش أو العدالة الاجتماعية و قدموا مئات الشهداء و ألاف الجرحى و المصابين لم يقوموا بها لاستبدال شخوص باخرين ... و لا يتغير امامهم منذستة أشهر شيئاً يوحى بالتغير حتى اننا لا نشعر بكوننا فى مجتمع عاش ثورة عمت اهم ربوعه . فلابد من الاسراع بعجلة التغير و أولها تحسين احوال الناس الاجتماعية و الاقتصادية بتطبيق هيكل للأجور يراعى فيه تطبيق مبدأ الحد الأدنى و الأقصى لأجور الذي يسمح للموطن العيش الكريم معالجة الخلل الرهيب فى هذا الهيكل.

و ثانيها : يرد لكل الناس حقوقهم في التنظيم النقابي والسياسي والاجتماعي دون شروط الامايتفق عليه الجميع فى كل الدول الديمقراطية وإزالة كل المعوقات القانونية والاداريه السابقة التي تمنع حماية هذه الحقوق ....

وأخيرا:أن هذا التيار موجود فى الشارع المصري بين مثقفيه ومفكريه الوطنية وبين أحزابه وجامعاته ومصانعه وريفه وحضره عليه ان يظهر للوجود ويتصدى ويرفض الاستبداد مرة أخري والطائفة ومحاولات الاحتكار السلطة والثورة فليولد هذا التيار صفوفه وينسه أمراض الزعامة والانقراض وعليه أن يقدم مرشحيه في أية انتخابات نقابيه وبرلمانيه وحتى مجالس محليه وقرويه ويتقدم ببرامجه الموجودة التي تتخطى الحزبية ألضيقه والتشرذم الاتى وحتى لا يعمينا الطوفان وتجتاحنا الجراد الزى رفع أعلامه يوم 29 يوليو..........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق